العيون بريس – الحسين بردلي
انطلاقاً من الخطاب الملكي السامي الذي أعلن فيه جلالة الملك محمد السادس نصره الله عن فتح جديد في ترسيخ مغربية الصحراء من خلال مبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد وواقعي وقابل للتطبيق، واستحضاراً لما جاء في خطابه السامي بمناسبة تصويت مجلس الأمن الدولي على اعتماد هذا المشروع، حيث عبّر جلالته عن اعتزازه برعاياه الأوفياء في الأقاليم الجنوبية الذين يجسدون بثبات تشبثهم بمقدسات الأمة ووحدتها الترابية، ويساهمون بفعالية في بناء الوطن وتنميته. وتذكيراً بما ورد في الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى الثامنة والأربعين للمسيرة الخضراء ووفاء لقسمها الخالد، نواصل مسيرات التنمية والتحديث والبناء من أجل تكريم المواطن المغربي، وحسن استثمار المؤهلات التي تزخر بها بلادنا، وخاصة بالصحراء المغربية “باعتباره دعوة ملكية صريحة لتثمين الرأس المال البشري بالأقاليم الجنوبية، وترسيخ مبادئ العدالة المجالية والعلمية، والمشاركة الفاعلة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
واستحضاراً لمسؤوليتنا الأكاديمية والوطنية كدكاترة معطلين من أبناء الجهات الجنوبية الثلاث (كلميم واد نون، العيون الساقية الحمراء، الداخلة وادي الذهب)، وتزامناً مع تخليد المملكة للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، وبمناسبة إقرار جلالته يوم 31 أكتوبر عيداً وطنياً جديداً يحمل اسم “عيد الوحدة”، نعلن للرأي العام المحلي والوطني عن تأسيس “مجموعة الوحدة لدكاترة الأقاليم الجنوبية من أجل الإدماج” كإطار حر ومستقل يجمع كفاءات علمية من مختلف التخصصات.
وفي هذا الإطار، نوضّح للرأي العام أننا نثمن عالياً مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، باعتبارها تجسيداً للرؤية الملكية المتبصرة لتحقيق الوحدة الوطنية والتنمية الجهوية المتوازنة. كما ندعو جميع الفاعلين بالأقاليم الجنوبية إلى الانخراط المسؤول في تنزيل هذه الرؤية الملكية المتجددة التي تؤكد على إعادة الاعتبار لقيمة الإنسان من أبناء الصحراء المغربية، وندعو كذلك إلى إشراك أبناء الأقاليم الجنوبية في مسيرة البناء الوطني، من خلال إدماج عادل ومنصف يعزز الجهوية المتقدمة ويدعم نجاح مبادرة الحكم الذاتي، ويجسد رؤية جلالة الملك محمد السادس نصره الله للمغرب الغد، مغرب الكفاءة والعدالة والتنمية.
وتلفت المجموعة الانتباه إلى المعطيات الإحصائية الرسمية والميدانية التي تبرز ارتفاع معدلات البطالة في صفوف حاملي الشهادات العليا بالأقاليم الجنوبية، وذلك استناداً إلى نتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنتي 2014 و 2024. وتذكر المجموعة بأن الرأسمال البشري يجب أن يكون محور أي برنامج تنموي، وأن السياسات التنموية يجب أن تنعكس على الواقع المعاش للمواطنين والمواطنات لاسيما فئة الشباب. وتعتبر أن معالجة التفاوتات المجالية في التشغيل والإدماج الأكاديمي، تمثل مدخلاً أساسياً لترسيخ الجهوية المتقدمة والعدالة المجالية تماشياً مع التوجيهات الملكية السامية الواردة في خطاب العرش بتاريخ 29 يوليوز 2025، والذي دعا فيه جلالته إلى إعداد جيل جديد من برامج التنمية الترابية مطالباً بـ “الانتقال من المقاربات التقليدية للتنمية الاجتماعية إلى مقاربة للتنمية المجالية المندمجة”.
وتؤكد “مجموعة الوحدة” أن العدالة المجالية لا تنفصل عن العدالة العلمية والمعرفية، وبناءً عليه تدعو الحكومة والقطاعات الوصية إلى فتح حوار جاد ومسؤول حول ملف تشغيل الدكاترة المعطلين بالأقاليم الجنوبية. وإذ نؤمن أن بناء مغرب الوحدة لن يتأتى إلا من مدخل تثمين الرأسمال البشري ولاسيما كفاءات الشباب، فإن مجموعة الوحدة لدكاترة الأقاليم الجنوبية من أجل الإدماج تؤكد التزامها بالعمل في إطار الحوار البناء والتعاون مع مختلف الفاعلين الوطنيين والجهويين تماشياً مع مخرجات المجلس الحكومي شتنبر 2025، وتعتبر أن هذه المبادرة تمثل امتداداً لمسيرة وطنية عنوانها: “الرأسمال البشري أساس بناء مغرب الوحدة الصاعد”.












