العيون بريس – هيئة التحرير
وسط أجواء مشحونة، اختتمت فعاليات الدوري الدولي الإفريقي للتايكواندو، الذي نظمته الجامعة الملكية المغربية للتايكواندو تحت إشراف عصبة جهة العيون الساقية الحمراء للتايكواندو، احتفالًا بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة وعيد الوحدة. لم تقتصر أحداث هذه البطولة على المنافسات الرياضية فحسب، بل شابتها سلسلة من المناوشات وتصفية الحسابات التي ألقت بظلالها على الحدث منذ اللحظات الأولى لوصول الوفود.
فقد بدأت بوادر التوتر تظهر منذ اليوم الأول، وتحديداً في مطار الحسن الأول بمدينة العيون، حيث سُجلت مناوشات بين بعض الحاضرين في الدوري وأحد المدربين، هذا المشهد المبكر عكس الجو المشحون الذي ساد البطولة، وكشف عن وجود خلافات شخصية ورياضية دخلت على خط التنافس، محولة جزءاً من الحدث إلى منصة لتصفية الحسابات بدل التركيز الكامل على الروح الرياضية.
وفيما يتعلق بسير المنافسات، شهدت الفترة المسائية حادثة إقصاء غير مبرر لبعض المشاركين على الرغم من امتلاكهم لبطائق الرخصة الجامعية اللازمة. هذا الإقصاء أثار حفيظة عائلات اللاعبين المتضررين؛ حيث اضطر أولياء أمور بطلتين، على سبيل المثال، إلى الحضور للاحتجاج على قرار الإقصاء داخل القاعة المغطاة. اللافت أن هذا الاحتجاج تم أمام أنظار باشا مدينة العيون الذي كان متواجداً داخل القاعة لمتابعة مجريات الدوري، مما يبرز مدى جدية وعلنية هذه الواقعة.
كما سُجلت استفزازات موجهة لجمعية رياضية كانت حاضرة لمشاهدة مجريات الدوري من طرف أعضاء في اللجنة المنظمة، ما أدى إلى تزايد حدة التوتر في المدرجات وبين المشاركين. هذه الحوادث المتفرقة أثرت سلباً على الأجواء العامة للبطولة التي كان من المفترض أن تكون احتفالاً رياضياً بالذكرى الوطنية المجيدة. ويشار إلى أن مصاريف تنظيم هذه البطولة قد تم تمويلها بالكامل من صندوق الجامعة الملكية المغربية للتايكواندو.
كما لا ننسى حادث إقصاء مراسلين صحفيين كانا بصدد أخذ تصريح من السيد نائب رئيس الجامعة المسمى: ح.إ ، حيث قام نائب رئيس الاتحاد الإفريقي للتايكواندو، الذي هو في نفس الوقت رئيس عصبة جهة العيون للتايكواندو، باستدعاء عناصر الأمن وأعطى التعليمات بإخراج المراسلين بدون أي سبب. هذا التصرف غير اللائق الذي أبداه هذا الرئيس يبين على مستواه المتدني في التعامل والتواصل، مما يطرح عدة أسئلة من بينها: ماذا يخيف رئيس العصبة؟ علماً أن هذين المراسلين كانا يقومان بعملهما ولم تكن لديهما أية نية مبيتة تجاه أحد.
وزاد من حدة الجدل الدائر حول هذه النسخة من الدوري، مشاركة خمسة لاعبين فقط من أحد الأندية المصرية في ظل غياب شبه كامل لباقي الدول التي كان من المفترض أن تشارك في هذه التظاهرة الدولية. هذا الغياب طرح أكثر من علامة استفهام حول مدى جاهزية المنظمين، وطبيعة الظروف التي دفعت عدداً من الوفود الأجنبية إلى عدم الحضور أو الانسحاب، مما أثر بشكل واضح على المستوى التنافسي الذي كان يُفترض أن يميز هذه البطولة الدولية.
ولم تتوقف مظاهر التوتر عند هذا الحد، بل سُجلت استفزازات مقصودة صدرت عن أحد أعضاء اللجنة التنظيمية التابعة لعصبة جهة العيون الساقية الحمراء للتايكواندو، حيث عمد هذا الأخير إلى توجيه سلوكات مستفزة تجاه بعض الأندية والوفود، وهو ما فاقم الاحتقان داخل القاعة وزاد من شعور المشاركين بأن الأجواء لم تكن مهيأة لاحتضان تظاهرة من حجم بطولة دولية يفترض أن تتميز بالحياد والضبط التنظيمي.

















