أفاد موقع “Bulgarian Military”، المتخصص في الشؤون العسكرية، عن قيام الجيش الجزائري بتشييد قاعدة جوية جديدة في منطقة “أم العسل” بولاية تندوف، على بُعد حوالي 72 كيلومترا فقط من الحدود المغربية، وهو ما اعتُبر مؤشرا على تصعيد عسكري جديد يزيد من حدة التوتر القائم بين الجزائر والمغرب.
طائرات روسية على الخط
ووفقًا للمصدر ذاته، تضم القاعدة طائرتين مقاتلتين روسيتي الصنع من طراز “ميغ”، مزودتين بصواريخ جو-جو، إلى جانب مدارج هبوط، مستودعات ذخيرة، ومحطات رادار موجهة نحو الأراضي المغربية
وأكد التقرير وجود إشارات قوية على نية الجزائر توسيع هذه القاعدة العسكرية، ما يجعل منها منشأة استراتيجية وليست مجرد نقطة دفاعية. وأوضح التقرير أن الطائرتين العاملتين في قاعدة أم العسل مزودتان بمحركات من طراز Klimov RD-33MK، تُمكنهما من بلوغ سرعة تقارب 1500 ميل في الساعة، ويصل نصف قطرهما القتالي إلى 620 ميلاً دون الحاجة إلى خزانات وقود إضافية، ما يمنحهما قدرة على تغطية معظم الحدود الشرقية للمغرب خلال دقائق معدودة.
استيعاب طائرات أكثر تطورًا
أشار الموقع ذاته إلى أن ما يميز هذه القاعدة ليس فقط تجهيزاتها الحالية، بل الاستعدادات الواضحة لاستيعاب طائرات أكثر تطورًا مثل “سوخوي 30″ و”سوخوي 35”، معززًا ذلك بوجود بنية تحتية تشمل رادارات، مستودعات ذخيرة ومدارج طويلة.
كل هذه المعطيات توحي بتحول المنشأة إلى مركز مراقبة تكتيكي هدفه تعزيز السيطرة الجوية على الحدود، أكثر من كونه استعدادًا لهجوم مباشر.
المغرب يُعزز دفاعه: F-16، باتريوت وطائرات بيرقدار
في المقابل، يُواصل المغرب تطوير ترسانته الدفاعية في ظل أجواء التوتر الإقليمي، حيث رفع ميزانيته العسكرية إلى أكثر من 13 مليار دولار خلال السنة الجارية.
ويعمل على تحديث أسطوله من مقاتلات F-16 الأمريكية، حليفة الرباط الاستراتيجية.
كما سجل التقرير إجراء المغرب لاختبارات على منظومة الدفاع الجوي الأمريكية “باتريوت”، القادرة على اعتراض الطائرات المقاتلة، في ما قد يُعتبر ردًا استباقيًا على تنامي التهديدات الجوية الجزائرية.
المسيّرات المغربية تدخل المشهد
أكد التقرير أن الجيش المغربي كثّف من اعتماده على الطائرات المسيّرة، خاصة من طراز “بيرقدار تي بي 2” التركية، التي أثبتت فعاليتها في عدة نزاعات، منها نزاع ناغورنو-كاراباخ.
واعتبر الموقع أن المنطقة باتت مسرحًا لـ سباق تسلح إقليمي يغذّيه النزاع المفتوح في الصحراء. وأوضح التقرير أن تشغيل الطائرتين من طراز MiG-29M2، رغم كونه غير كافٍ لكسر الدفاعات المغربية، إلا أن البنية التحتية والتوسع المرتقب للقاعدة يعكسان طموحًا جزائريًا نحو تعزيز التموقع العسكري في المنطقة.
ووصف بناء القاعدة بأنه خطوة تكتيكية في سياق استراتيجي أشمل، مبرزًا أن الرصد الفضائي والتكنولوجيا الحديثة تجعل من مواقع مثل “أم العسل” نقاط مراقبة رمزية، لا تقل أهمية عن قدراتها القتالية الفعلية. وأنهى التقرير تساؤله بالإشارة إلى أن “الجزائر قد لا تستعد لهجوم مباشر، لكنها توجه رسالة إلى المغرب والعالم بأنها لا تزال حاضرة بقوة في المعادلة الإقليمية”، في وقت تزداد فيه أجواء التوتر بمنطقة تندوف