الحك مايفكع : كتب ابراهيم ابهوش|
منذ أكثر من 17 سنة، يحظى موسم طانطان برعاية ملكية سامية، وهو امتياز استثنائي يعكس المكانة التي يُفترض أن يحتلها الحدث على الصعيدين الوطني والدولي. ومع ذلك، لا تزال التطلعات التي يُفترض أن تتحقق معلقة في الهواء، والساكنة التي انتظرت طويلًا لتلمس أثر الموسم على حياتها اليومية لا ترى سوى احتفالا متكررا بلا تغيير جوهري، فكيف يمكن لموسم بهذا الدعم الهائل أن يظل دون تأثير ملموس؟
السيد الرئيس السفير المحترم :
طانطان، المدينة التي تحمل إرثًا ثقافيًا عريقًا، تستحق أن يكون موسمها نقطة إشعاع عالمي، لكنها لم تصل بعد إلى مكانتها المرجوة. لماذا؟ هل هو ضعف في الإدارة، غياب للرؤية الاستراتيجية، أم أن الأمر لا يتجاوز مجرد تنظيم سنوي يخلو من الطموح الحقيقي؟ كيف يمكن لمدينة بهذا التاريخ أن تجد نفسها أمام موسم يُكرر نفسه كل عام دون تطوير أو تجديد؟
المؤسسة المنظمة تتلقى ميزانيات ضخمة، لكنها لم تستثمر بالشكل الذي يجعل من الموسم فعاليةً متكاملة تمتد فوائدها إلى سكان الإقليم، أين البنية التحتية التي تُسهل قدوم الزوار؟ أين المشاريع الاقتصادية التي تُرافق الحدث وتضمن انتعاش المنطقة؟ كيف يمكن لموسم بهذه الإمكانيات ألا يكون له انعكاس مباشر على حياة الناس؟
أما التسويق الترابي، فهو الحلقة المفقودة التي تُعيق وصول الموسم إلى العالمية، رغم استضافته العديد من المحسوبين على الإعلام، إلا أن الحدث لم يُحقق إشعاعًا دوليًا. لماذا؟ لماذا لم يتم اختيار خبراء إعلاميين محترفين قادرين على تسويق الموسم بالشكل الصحيح؟ هل المؤسسة تُفضل الولاءات الضيقة على المهنية المطلوبة لإنجاح الحدث؟
السيد الرئيس السفير المحترم:
إذا كان شيوخ وأعيان القبائل الصحراوية ووالي الجهة وعامل الإقليم ورؤساء مؤسسات عمومية وشخصيات أخرى، يعملون بلا توقف لإنجاح الموسم، فهل المؤسسة تُبدي نفس الجدية؟ أين الرؤية التي تجعل من الحدث نموذجًا ثقافيًا عالميًا؟ لماذا تتراكم الأخطاء دون حلول واضحة؟ هل نحن أمام موسم يُدار بعقلية قديمة تُكرس الجمود، أم أن هناك نقصًا في الإرادة الحقيقية لإحداث الفرق؟
السيد الرئيس السفير المحترم:
الموسم الذي تُريده الساكنة ليس مجرد احتفال سنوي، بل موسم يُحقق نقلة نوعية ويُعيد للإقليم مكانته الحقيقية، فمتى سنرى هذه القفزة المنتظرة؟ لماذا لم يتم استثمار كل هذه الإمكانيات بالشكل المطلوب بعد 17 سنة من انطلاقته ؟ وهل المؤسسة المنظمة تُدرك حجم الفرصة التي تضيع عامًا بعد عام؟