بمناسبة الاحتفال بالذكرى 54 لاسترجاع مدينة سيدي إفني الى كنف الوطن، نظمت عمالة إقليم سيدي إفني بشراكة وتعاون مع المندوبية الإقليمية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير والمجلس الإقليمي لسيدي إفني والمجلس الجماعي لسيدي إفني يومه الخميس 23 يونيو 2023 بمقر العمالة لقاء تواصليا تخليدا للذكرى الرابعة والخمسين لاسترجاع مدينة سيدي إفني الى كنف الوطن، وذلك برئاسة السيد مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير والسيد الحسن صدقي عامل صاحب الجلالة على إقليم سيدي إفني، وحضره الى جانب أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير السيد رئيس المجلس العلمي المحلي، السادة: رئيس المجلس الإقليمي رئيس مجلس جماعة سيدي افني والسادة المنتخبون، والسادة رؤساء المصالح العسكرية والأمنية، ورؤساء المصالح اللاممركزة للإدارة المركزية، والسادة ممثلو المجتمع المدني.
بعد تأدية مراسيم تحية العلم الوطني استهل هذا اللقاء بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، إثر ذلك تناول الكلمة السيد العامل مرحبا بالحضور الكريم ومشيرا الى أن الحدث الذي نحتفل بذكراه الرابعة والخمسين هذا اليوم بكل فخر واعتزاز وباحتفاء دائم ومستمر منذ سنة 1969 هي ذكرى تعد بحق معلمة مشرقة في سجل ملاحم التصدي للوجود الأجنبي ببلادنا، سعيا للحرية والاستقلال، ورفضا للقطيعة التي سعى المستعمر إلى إحداثها في جغرافيا الوطن، شمالا ووسطا وصحراء. كما أنها امتدادا طبيعيا لحركة التحرير من أجل حرية واستقلال بلدنا، استقلال كان حصيلة ونتيجة نضالات حركة المقاومة وجيش التحرير والحركة الوطنية جنبا إلى جنب، تحت قيادة بطل التحرير الملك المجاهد محمد الخامس رمز المقاومة المغربية ورفيقه في الكفاح ومبدع المسيرة الخضراء الملك الحسن الثاني طيب الله ثراهما، حيث سطّر فيها الشعب المغربي بمختلف مكوناته بتلاحم مع العرش العلوي المجيد أسمى قيم البطولة والشجاعة والوحدة، وأضاف السيد العامل أن هذه المناسبة المجيدة بحق فرصة لتأكيد شخصية الأمة والدفاع عن ذاتيتها، كما أنها ليست لاستحضار أحداث تاريخ مضى وولى فقط، وإنما فرصة تلقن عبرها للأجيال الصاعدة أشكالا من النضال والمقاومة التي دفع ثمنها غاليا شهدائنا الأبرار؛ بأرواحهم وبكل ما يملكون فداء لهذا الوطن، مما يقوي مشاعر حب الوطن والاعتزاز بالانتماء اليه لمواصلة مسيرات البناء والتشييد، استكمالا للمسيرة التي انطلقت مباشرة بعد الاستقلال حيث انخرطت المملكة بقيادة ملكها في مسار تنموي واقعي يرتكز على الذات وتأكيد سيادة الدولة على ثرواتها الطبيعية والاقتصادية وتوجيهها توجيها وطنيا، وسار على نفس المنوال جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه بإرساء دعائم الدولة الوطنية، حيث شيد مؤسساتها العصرية من برلمان وحكومة وجيش وشرطة وغيرها، وسن مجموعة من القوانين وأطلق مجموعة من المخططات التنموية. وباعتلاء جلالة الملك محمد السادس أعز الله أمره لعرش اسلافه المنعمين، دشن مجموعة من الأوراش الكبرى والمهيكلة كرهانات للتنمية في مختلف المجالات بغية بناء وإعلاء صروح المغرب الجديد. وسيرا على النهج التنموي الذي تعرفه بلادنا شهد إقليم سيدي إفني منذ استرجاعه والى اليوم انجاز وإطلاق مجموعة من الأوراش والبرامج التنموية الهامة ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والرياضي، مما ساهم ولله الحمد في دعم تموقعه، وتحسين إطار عيش ساكنته. كما لم يفوت السيد العامل الفرصة دون الترحم بكل إجلال وخشوع على أرواح شهدائنا الأمجاد الذين ناهضوا مظالم الاستعمار عبر الأزمان والحقب بكفاحهم وتضحياتهم، والتوجه بالتحية ومشاعر المحبة والتقدير لرجال المقاومة وأعضاء جيش التحرير الحاضرين معنا سائلا المولى عز وجل لهم الصحة والعافية وطول العمر على ما أسدوه من تضحيات جسام بصموا بها تاريخ بلدهم بمداد من الفخر والاعتزاز. كما دعا السيد العامل الجميع الى التجند لمواصلة المعركة من أجل البناء والنماء تحت القيادة الرشيدة لمولانا أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
وفي كلمة للسيد رئيس المجلس الإقليمي لسيدي إفني أشار الى ان احتفالنا بهذه المحطة التاريخية في مسار الكفاح من اجل الحرية والاستقلال والدفاع عن مقدسات البلاد وثوابتها تحمل في طياتها الكثير من الفخر والاعتزاز للشعب المغربي عامة ولساكنة سيدي افني خاصة مؤكدا على ان ساكنة الإقليم بكل مكوناته ستضل وفية ومتشبثة بوحدتها الترابية وبأهداب العرش العلوي المجيد ومنخرطة في المسار التنموي الذي تعرفه بلدنا تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، كما توجه بجزيل الشكر والعرفان للسيد العامل والسادة المنتخبون وكافة المتدخلين على جهودهم الحثيثة من أجل تحقيق انتظارات الساكنة.
وفي كلمته بالمناسبة أكد السيد رئيس المجلس الجماعي لسيدي إفني على أن هذه اللحظة فرصة لاستحضار تضحيات الأباء والاجداد الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل استعادة مدينة سيدي إفني الى حضيرة الوطن، وان تضحياتهم ستظل خالدة وستبقى مصدر الهام للجميع ودافعا للعمل من أجل الدفاع عن المقدسات والثوابت الوطنية، كما استحضر العديد من المنجزات التنموية التي تحققت بالمدينة منذ استرجاعها سنة 1969.
وفي عرض السيد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أشار الى ان الاقدار شاءت ان يصادف الاحتفال بهذه المناسبة أيام عظيمة عند الله سبحانه وتعالى وهي يوم الجمعة والعشر من ذي الحجة داعيا الله عز وجل أن يتغمد فيها أرواح المجاهدين من أبناء المنطقة وكل اولئك الذين ضحوا من أجل تحرير بلدنا وتحقيق الوحدة الترابية والدفاع عن مقدسات الوطن وثوابته، كما أبرز ان مقاومة قبائل ايت باعمران كانت تتم بتنسيق واتصال مع جيش التحرير من اجل الحرية والانعتاق واستكمال الوحدة، وظلت متشبثة بهويتها الوطنية ووفائها لروابط البيعة، رافضة بذلك سياسة الترهيب والترغيب التي نهجها المستعمر، وذكر السيد المندوب السامي بالجهود التي تبذلها المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير للحفاظ على الذاكرة الوطنية مضيفا أن الأجيال الناشئة في أمس الحاجة الى تعريفها بتاريخها الطافح بالملاحم والبطولات والزاخر بالأمجاد واستلهام قيمه وعبره وعظاته لتقوية الروح الوطنية وترسيخ قيم المواطنة و الانخراط في مسيرات البناء والتنمية التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده في سبيل الارتقاء وتأهيل البلاد لمواجهة ورفع التحديات وكسب رهانات التنمية الشاملة والمستدامة، وأبرز الطفرة التنموية التي تعرفها اقاليمنا الجنوبية إسوة بباقي مدن المملكة والى الانتصارات الدبلوماسية التي تحققت وتوجت بفتح العديد من الدول لقنصلياتها بها.
ووفاء لتضحيات رجال المقاومة تم تسليم دروع التكريم لذوي ثمانية شهداء، كما قيلت في حقهم كلمات تقديرا لما قدموه من التضحيات الجسام في سبيل تحرير البلاد وهم: المرحوم محمد بن القاضي والمرحوم محمد البشناوي والمرحوم سليمان حسينا، المرحوم محمد سالم الحنفي، المرحوم محمد زرتن والمرحوم الحسن حربة والمرحوم احمد إدوبير والمرحوم الحسين ابيروك. كما تم تقديم إعانات مالية على المنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير وذوي حقوقهم تتعلق بواجب العزاء والعسر الاجتماعي.
وفي ختام هذا الحفل وبعد زيارة فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير من طرف السيد المندوب السامي والسيد عامل الإقليم والوفد المرافق لهما، رفعت برقية ولاء وإخلاص للسدة العالية بالله أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده من أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير وكافة ساكنة إقليم سيدي إفني معربين فيها عن ولائهم وإخلاصهم وتعلقهم بأهداب العرش العلوي المجيد. كما رفعت أكف الضراعة إلى المولى عز وجل بأن يحفظ مولانا الهمام بعينه التي لا تنام وأن يشد أزره بولي عهده المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير الجليل المولى الحسن وبصنوه السعيد الأمير مولاي رشيد وبسائر أفراد الأسرة العلوية الشريفة.