ساعات من الرعب، عاشها مئات الركاب، من مهاجرين مغاربة ومهنيي النقل الدولي، ساعات عصيبة نهاية الأسبوع الماضي على متن سفينة “PELAGOS” التابعة لشركة الملاحة الفرنسية “La Méridionale” حسب ما ذكره موقع أشكاين.
السفينة حسب شهادات عدد من الركاب، انطلقت من ميناء طنجة المتوسط باتجاه ميناء مارسيليا، وتعرضت لعطل ميكانيكي وسط البحر في الحدود بين المياه الفرنسية والإسبانية، في ظل عاصفة قوية تسببت في أضرار مادية كبيرة للشاحنات والسيارات المحملة على متنها، وخلقت حالة من الهلع بين الركاب.
عطل مفاجئ وظروف جوية صعبة
وحسب المصادر ذاته، فإن الرحلة التي كان من المقرر أن تكون عادية، بدأت بشكل متعثر قبل انطلاقها من ميناء طنجة المتوسط الذي كان مبرمجا يوم الخمس 4 دجنبر الجاري، لكن تأخر انطلاقها إلى غاية يوم الجمعة 5 دجنبر، تاركة الركاب ينتظرون لساعات طويلة معرضين للبرد وعوامل الطقس.
وبعد انطلاق الرحلة ومع اقتراب السفينة من الحدود البحرية الإسبانية-الفرنسية، تعرضت لعطل مفاجئ في أحد محركاتها، مما جعلها عاجزة عن التقدم أو مقاومة الأمواج العاتية. اضطراب الأوضاع على السفينة ازداد سوءًا بسبب الظروف الجوية السيئة، حيث كانت الرياح القوية تضرب السفينة، مهددة استقرارها وسط البحر لساعات طويلة، في مشهد وصفه الركاب بأنه “لحظات رعب حقيقية”.
أضرار مادية جسيمة
وتسبب توقف السفينة وسط البحر واهتزازها بفعل الأمواج في انقلاب وتضرر العديد من السيارات والشاحنات المحملة بالبضائع. وأشار ركاب إلى أن بعض المركبات لم تكن مثبتة بشكل كافٍ، ما أدى إلى اصطدامها ببعضها البعض داخل السفينة، مخلفة أضرارًا جسيمة للبضائع، والتي كانت موجهة للأسواق الأوروبية. الخسائر المادية طالت أيضًا السيارات الخاصة للركاب، مما زاد من معاناتهم النفسية والمادية.
معاناة الركاب بين الخوف والإجهاد
الركاب، الذين تضم غالبيتهم مهاجرين مغاربة وعائلات ومهنيين للنقل الدولي للبضائع، عاشوا حالة من القلق والتوتر الشديدين، حيث كانوا عالقين وسط البحر لساعات دون معرفة مصيرهم. العديد منهم أُصيبوا بحالات انهيار نفسي بسبب طول مدة التوقف والمخاوف من تفاقم الوضع.
الإنقاذ في آخر اللحظات
بعد ساعات من المعاناة، تدخلت السلطات الإسبانية، حيث وافق ميناء برشلونة على استقبال السفينة، مما أتاح للركاب النزول بسلام وإنهاء رحلة كانت على وشك التحول إلى كارثة.
هذا التدخل من الجانب الإسباني الذي كان في ساعات متأخرة، عاد ليثير تساؤلات عديدة حول جاهزية خدمات النقل البحري وحجم المسؤولية الملقاة على عاتق الجهات المشغلة والمراقبة لهذه الرحلات، فضلا عن ضعف المنافسة حيث تسيطر بضع شركات على خطوط النقل البحري وتحتكر السوق.
دعوات للتعويض والمحاسبة
ورغم انتهاء الأزمة بسلام، ومغادرة السفينة ميناء برشلونة في اتجاه مارسيليا من جديد خلال الساعات الأولى لصباح اليوم الاثنين، إلا أن الخسائر المادية والنفسية التي تعرض لها الركاب ما زالت تستدعي تحركًا عاجلًا لتعويض المتضررين. كما أشار العديد من المتتبعين إلى ضرورة فتح تحقيق شامل في الحادث لتحديد أسباب العطل ومحاسبة الجهات المسؤولة عن أي تقصير محتمل في توفير وسائل السلامة. غن موقع اشكاين