أصدرت الهيأة القضائية الجنائية بالرباط ، أخيرا، عقوبة 30 سنة سجنا نافذا في حق جندي بالقاعدة الجوية الأولى بسلا، بعد تكييف المتابعة له إلى جناية القتل العمد، مع سبق الإصرار والترصد والخيانة الزوجية. حسب ما ذكرته الصباح.
ورغم تصريحات الفاعل، وهو في منتصف الأربعينات، بأن سبب ارتكابه الجريمة هو تسميمه من قبل الضحية، وتجريب طقوس السحر والشعوذة عليه، وبأن ذلك أثر على حياته وبات لا يطيق زوجته أو معاشرتها، أصدرت في حقه الغرفة عقوبة ثلاثة عقود من السجن، وبتعويض ذوي الحقوق بـ 15 مليونا، مقتنعة بالأفعال التي قام بها.
وفي تفاصيل القضية، تعرف العسكري على المرأة المتزوجة، المتحدرة من تيفلت، أثناء جلسة مع زميله، الذي أحضر خليلته، لتصبح العلاقة عاطفية وجنسية، وبات ينقلها إلى مسقط رأسها بجماعة أيت مالك، وبعدها اقترحت عليه تطليق زوجته، مقابل الطلاق من زوجها، لتهيئ الظروف المناسبة لزواجهما، لكن عثرات في الطريق حالت دون ذلك، رغم طلاقها.
وبعدما أحس الجندي بأنه لم يعد يطيق حياته مع زوجته، وبأنه أصيب بمرض، كما رفع دعوى التطليق بالمحكمة الابتدائية بتيفلت، وزعم تعرضه لتسمم على يد الخليلة المتزوجة، استدعاها إلى نواحي تيفلت، وتوجها إلى منطقة وادي بهت، وقبيل قتلها بدقائق، تواصلت معها إحدى صديقاتها، وبثا فيديو مباشرا، شاهدت فيه الشاهدة صديقتها وخليلها يرقصان على أنغام الموسيقى داخل سيارة.
واستغل المتهم انشغال الخليلة، ليعود إلى الصندوق الخلفي للسيارة ويستل عصا، وينهال بها على الضحية التي سقطت على الأرض فطلبت منه كأس ماء، لكنه أعاد ضربها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، ثم وضع جثتها في كيس للدقيق، وتوجه بها نحو الطريق الجهوية 404 الرابطة بين الخميسات وجمعة «حودران» ورماها في قناة للصرف الصحي.
وبعدما اختفت الخليلة، سجل والدها شكاية لدى مصالح المفوضية الجهوية للشرطة بتيفلت، وجرى الاستماع إليه في محضر رسمي، كما أكدت شقيقتها أن المختفية حضرت إلى بيت الأسرة، وبعدها تلقت مكالمة هاتفية من خليلها، وغادرت البيت دون عودة، وبعد الاتصال بها، ظل هاتفها يرن دون مجيب، لتصدر الضابطة القضائية مذكرة بحث عنها، كما جرى الاستماع إلى صديقتها التي أكدت إجراءها اتصالا مباشرا عبر تقنية التناظر المرئي، وبأنها شاهدت خليلها معها داخل سيارة، وهما يرقصان.
وبعدها أوقفت الضابطة القضائية الجندي، بعد إخبار مسؤولي القاعدة الجوية الأولى بسلا، وبعد البحث الأولي معه، أكد أنه على علاقة بالمختفية، وكان رفقتها قبل اختفائها، لكنه نقلها رفقة ابنيها على متن سيارة في ملكية وكالة لكراء السيارات إلى الدوار الذي تقطن فيه والدة زوجها، وأخبرته بأنها ستحضر عيد ميلاد صديقتها، وبعد ساعات ربط بها الاتصال لكنها لم تجب.
وتوجهت الضابطة القضائية إلى وكالة تأجير السيارات، وتبين من خلال تصريحات مالكها أن السيارة كانت فعلا بحوزة الجندي أثناء اختفاء الضحية، وبعد إجراء تفتيش عليها، تبين وجود رائحة كريهة بها، فتم تعميق البحث مع القاتل المفترض، الذي اعترف بواقعة قتله للمرأة، بل رافق عناصر الأمن إلى قناة الصرف الصحي ليدلها على مكان إخفائها.
وفوجئت عناصر البحث بتحلل الجثة وانبعاث رائحة كريهة منها،فتدخلت عناصر مسرح الجريمة، وجرى نقل الجثة إلى المستشفى، ليؤكد تشريح الطب الشرعي بأن سبب الوفاة نزيف في الرأس.