قررت محكمة النقض تأييد حكم استئنافي يقضي بعزل موظف أمن من مهامه وإحالته على التقاعد الحتمي، وذلك بعد إحالته على المجلس التأديبي بسبب مخالفات تأديبية ارتكبها.
وأكدت محكمة النقض مشروعية قرار العزل والإحالة على التقاعد، ورفضت الطعن المقدم من الموظف الذي كان قد استأنف الحكم الصادر في حقه.
وكان الموظف المعني قد تم إحالته على مجلس تأديبي بعد اتهامه بالتدخل في شؤون عمل أحد زملائه، حيث قام بإبلاغ مسؤول أمني عن مخالفة مرورية ارتكبها ابن شقيقته.
ورغم دفاع الموظف عن نفسه، ونفيه جملة وتفصيلا المخالفات المهنية، مؤكداً أن هدفه كان مجرد الاستفسار عن المخالفة التي ارتكبها ابن شقيقته إلا أن المجلس التأديبي، اعتبر أن تصرفه يشكل تدخلاً في عمل الشرطة وانتهاكاً للانضباط الوظيفي.
وبعد إحالته على التقاعد الحتمي، تقدم العميد المعزول، بمقال أمام المحكمة الإدارية بفاس عرض فيه: أنه كان يشغل منصب عميد شرطة بتازة الدائرة الأولى إلى أن فوجئ بإحالته على المجلس التأديبي المنعقد بتاريخ 2020/07/21 لإرتكابه بعض المخالفات المهنية التي ينفيها جملة وتفصيلا، فتقرر منعه من مزاولة مهامه دون أن يبلغ بأي قرار تأديبي متخذ في حقه، بعلة أنه تم عزله وإحالته على التقاعد الحتمي، مما يكون معه قرار منعه من مزاولة عمله مشوبا يخرق القانون والشطط في إستعمال السلطة، وإنعدام التعليل”.
المحاكم الإدارية، بدورها اعتبرت أن تصرفه يشكل تدخلاً في عمل الشرطة وانتهاكاً للانضباط الوظيفي. وبعد لجوئه لمحكمة النقض، قالت الأخيرة، إن “محكمة الإستئناف لما تبين لها من وثائق الملف أن المعني بالأمر لا ينفي ثبوت الواقعة المتمثلة في التدخل الواقعة المتمثلة في التدخل لدى المسؤول الأمني الفائدة قريبته، كما ثبتت مخالفات أخرى له تتعلق بإهانة زميله أثناء قيامه بمهامه، بعبارات حاطة من الكرامة تبقى ثابتة بتأكيد الشهود مقدمي الشرطة وضابط الأمن في محاضر الإستماع إليهم المنجزة من طرف المصلحة الإدارية الجهوية بالأمن الجهوي بتازة بتاريخ 2019/10/04”.
واعتبرت محكمة النقض، أن العقوبة المفروضة على الموظف، التي تقضي بإحالته على التقاعد الحتمي، كانت ملائمة للفعل المرتكب، مشيرة إلى أن المخالفات كانت جسيمة بالنظر إلى طبيعتها وصفة مرتكبها، وكذلك خصوصية المرفق العمومي الذي يعمل فيه الموظف.
ويؤكد هذا القرار على ضرورة الالتزام بالانضباط الوظيفي واحترام هرم السلطة في المؤسسات. كما يوضح أن أي تجاوز لهذه القواعد قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على الموظف المعني. عن صباح اكادير