العيون بريس – الحسين بردلي
يشهد ملف الوحدة الترابية للمملكة المغربية حركية متجددة بعد القرار التاريخي الصادر عن مجلس الأمن بتاريخ 31 أكتوبر 2025، الذي اعتمد مبادرة الحكم الذاتي المغربية باعتبارها المقترح الواقعي والوحيد القابل للتطبيق لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء. وقد شكل هذا التطور محطة مفصلية عززت المكاسب الدبلوماسية التي راكمتها المملكة، ورسخت قناعة المجتمع الدولي بأن الحل يكمن في مقاربة تقوم على الواقعية والشرعية، وتضمن كرامة الساكنة واستقرار المنطقة.
في هذا السياق الوطني المتفاعل، واحتفاء بما يحمله خطاب عيد الوحدة لسنة 2025 من رسائل قوية، شهدت مدينة السمارة مساء اليوم لقاء تواصليا مهما جمع أفراد قبيلة رقيبات – لبيهات – أهل سيدي عبد موسى – أهل ابيه، وهي القبيلة المسجلة في الإحصاء الإسباني تحت رقم A43، في مبادرة تروم تجديد التأكيد على تشبث القبيلة بثوابت الأمة، وترحيبها بالقرار الأممي الجديد، واعتزازها بذكريات أعياد الوحدة والمسيرة الخضراء وعيد الاستقلال.
احتضن منزل السيد محمد مبارك بداد بحي العايدين هذا اللقاء الذي عرف نقاشا وديا ومسؤولا، انطلاقا من القناعة الراسخة لدى أفراد القبيلة بضرورة الانتقال إلى مرحلة جديدة في التعاطي مع قضية الصحراء، مرحلة تقوم على الانخراط الفعلي في ما بعد 31 أكتوبر 2025، بما يتماشى مع مضامين خطاب الوحدة الداعي إلى تعزيز الروابط الوطنية وجبر الضرر المعنوي للأسر التي فرقت ظروف السياسة بين أفرادها لعقود.
وقد وجه المجتمعون دعوة صريحة إلى الامتداد العائلي للقبيلة في مخيمات تندوف، لحثهم على الالتحاق بمسار الحل الواقعي، عبر الاستجابة للتطورات التاريخية التي يشهدها الملف، والإسهام في بناء مستقبل مشترك يقوم على المصالحة والتنمية وضمان العيش الكريم في إطار المبادرة المغربية للحكم الذاتي.
كما شكل اللقاء مناسبة لاستحضار المسار الطويل للنضال الوطني الذي خاضته القبائل الصحراوية دفاعا عن وحدة التراب، وتأكيد استمرار هذه الروح التضامنية التي تجمع بين أبناء الإقليم داخل الوطن وخارجه. واعتبر الحضور أن القرار الأممي الأخير تتويج لمسار طويل من العمل الدبلوماسي بقيادة جلالة الملك محمد السادس، ورسالة واضحة بأن العالم اليوم بات يعي حقيقة الوضع الميداني والسياسي بالصحراء المغربية.
انتهى اللقاء ببرقية الولاء تعبيرا عن الارتباط العميق بالأرض والولاء للثوابت الوطنية بقيادة أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، مع التأكيد على مواصلة العمل لإيصال صوت القبيلة إلى أفرادها حيثما وجدوا، وتحفيزهم على الانخراط في هذه المرحلة المفصلية، التي تفتح الباب أمام تسوية نهائية للنزاع المفتعل، وترسخ مسار التنمية المستدامة الذي تعرفه الأقاليم الجنوبية.














