العزيمة تصنع المجد: رسالة من الحكم الدولي طارق براضي من قلب تشاد

كاتب الجريدة14 أكتوبر 2025آخر تحديث :
العزيمة تصنع المجد: رسالة من الحكم الدولي طارق براضي من قلب تشاد

العيون بريس – الحسين بردلي

في زيارة هي أقرب ما تكون إلى استلهام الروح الرياضية الحقيقية، صادف الحكم الدولي المعروف، الأستاذ طارق بنرادي، مشهدًا في دولة تشاد لا يمكن أن يمر مرور الكرام؛ مشهدٌ يجسد معنى الإصرار والعزيمة التي لا تكسرها الظروف.
أثناء جولته، لفت انتباه الأستاذ بنرادي نادي رياضي بسيط جدًا. لم تكن هناك ملاعب عشبية فاخرة، ولا مظلات تقي من وهج الشمس الحارقة، ولا حتى تجهيزات رياضية متطورة. كانت الأرضية مجرد إسمنت، وكانت الشمس فوق الرؤوس في أقصى درجات حرارتها.
لكن ما جعل المشهد استثنائيًا هو ما كان فوق تلك الأرضية وتحت تلك الشمس: شباب يتدربون بكل حماسٍ وشغف، يركضون ويؤدون تمارينهم بإرادة صافية لا تشوبها شائبة. كانت الطاقة المنبعثة منهم أقوى من حرارة الجو، وإصرارهم أصلب من الإسمنت الذي يقفون عليه.
التفوق ليس صناعة مكان، بل صناعة إنسان
هنا، وفي قلب هذا المشهد المتواضع، أدرك الأستاذ طارق براضي حقيقة عميقة: أن التفوق والنجاح الرياضي لا يصنع بالضرورة بالمكان الفخم أو بالوسائل المتاحة، بل يصنع بالعزيمة والإرادة التي تسكن قلب الإنسان وتدفعه إلى الأمام. المشهد يمثل تجسيدًا حيًا للإصرار الحقيقي، ويؤكد أن الشغف بالرياضة لا تحده الظروف المادية أو تعيقه قلة الإمكانات. فحين تكون الإرادة حاضرة بقوة، يصبح كل مكان ملعبًا، وكل لحظة فرصة ذهبية لصناعة التميز والتفوق.
رسالة أمل للشباب من براضي
لم يستطع الحكم الدولي إخفاء إعجابه وحماسه لما شاهده، ووجه رسالة مباشرة إلى هؤلاء الشباب:
“أيها الشباب الأعزاء، لقد سرني كثيرًا ما شاهدته من حماس وإصرار فيكم. أنتم تتدربون بكل قوة رغم حرارة الشمس وقلة التجهيزات. لقد أثبتم بالفعل أن العزيمة الصادقة أقوى من الظروف، وأن الشغف الحقيقي بالرياضة قادر على صناعة المجد حتى على أرضٍ إسمنتية وتحت سماء ملتهبة.”
وأضاف الأستاذ براضي مؤكدًا: “أنتم لستم مجرد فريق يتدرب، بل أنتم رسالة أمل قوية لكل شاب في العالم يؤمن أن النجاح يبنى أولاً بالإرادة والروح القتالية قبل أن يُبنى بالوسائل والإمكانات المادية. استمروا في هذا الشغف، فالمستقبل ينتظر العازمين.”
إن قصة هؤلاء الشباب في تشاد، كما رواها الحكم الدولي طارق براضي، هي صفعة قوية لكل من يتعلل بقلة الحيلة والظروف الصعبة، وهي درس بليغ في أن البطل الحقيقي هو من يمتلك إرادة لا تعرف الاستسلام.

الاخبار العاجلة