رفع قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالرباط، السرية عن ملف أخطر تنظيم دولي لتهريب البشر تضمن معطيات مثيرة لم يسبق أن عالجتها مختلف الغرف القضائية، بعد دخول قانون الاتجار بالبشر حيز التطبيق قبل ثماني سنوات.
وكشف التحقيق عن استغلال جنسي بصفة جماعية لمرشحة أجنبية للهجرة، ووفاة قاصر مغربي آخر، لتتحول أحلام عدد من المرشحين والمرشحات للهجرة السرية إلى مأساة، وأغلبهم من بنغلاديش وميانمار وباكستان والهند، إلى جانب مغاربة. حسب يومية (الصباح).
وعرضت، الاثنين الماضي، الشبكة الدولية التي تضم مغاربة وأكرادا يحملون الجنسية التركية، أمام قضاة غرفة الجنايات الابتدائية بقصر العدالة بالعاصمة، لتظهر التحقيقات وجود اغتصاب جماعي للمرشحة الأجنبية في الوكر الذي كان يؤوي عددا من المرشحين والمرشحات بسلا، إضافة إلى وفاة قاصر مغربي بسواحل المدينة.
واقتنع قاضي التحقيق بارتكاب سبعة فاعلين ضمنهم الأكراد الذين يحملون الجنسية التركية جرائم تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب بصفة اعتيادية لعمليات تسهيل دخول أشخاص للتراب الوطني والخروج منه بصفة سرية والاتجار في البشر في إطار عابر للحدود الوطنية باستقبال أشخاص مرشحين للهجرة السرية وإيوائهم ونقلهم، والاتجار في البشر بنقل وإيواء ضحية واستغلالها جنسيا من قبل عدة أشخاص سواء كانوا فاعلين أصليين أو مساهمين أو مشاركين، وتسهيل خروج أشخاص من التراب الوطني في إطار اعتيادي والاتجار في البشر عن طريق استدراج أشخاص مرشحين للهجرة السرية ونقلهم وإيوائهم واستقبالهم بواسطة الخداع والاحتيال وذلك بواسطة تشكيل عصابة عابرة للحدود، مع ارتكاب كل ذلك ضد قاصر نتجت عنه وفاته والنصب والمشاركة في ذلك وعدم التبليغ عن ارتكاب جريمة للاتجار في البشر أو الشروع فيها، كما ارتكاب المتهم الثامن فقط جريمة عدم التبليغ عن وقوع جناية الاتجار في البشر أو الشروع فيها، لتتم متابعة الجميع في حالة اعتقال بسجن “تامسنا”.
وفي تفاصيل النازلة ظلت وحدة تابعة لمراقبة التراب الوطني “ديستي” تتعقب مهربين عابرين للحدود، قبل أن تداهم مصالح الأمن الإقليمي بسلا، وكرهم لتعثر على آسيويات، بلغ عددهن ثلاثين، جرى استغلال بعضهن جنسيا، بعدما تلقين وعودا بالتهجير نحو أوربا انطلاقا من سواحل سلا.
ووقفت الضابطة القضائية على معطيات خطيرة تؤكد وجود تنسيق دولي لاستقطاب الآسيويات نحو المغرب، قصد تهجيرهن، انتهت باقتناع قاضي التحقيق ولأول مرة بتوفر عناصر جرمية للاتجار في البشر عبر الاستغلال الجنسي والنقل الدولي والإيواء للضحايا، ويمتد نشاط العصابة إلى تركيا ودول جنوب شرق آسيا ضمنها ماينمار، إضافة إلى تلقي مبالغ مالية عبر تحويلات مالية دولية، مرورا باستغلال جنسي نتج عنه اغتصاب مرشحة إضافة إلى وفاة قاصر.
واستعمل هؤلاء مواقع التواصل الاجتماعي في التغرير بالمرشحين والمرشحات للهجرة السرية، وبتصوير أوكار الإيواء للأجانب قبل وصولهم إلى المغرب، وبعدها استقبالهم بالمطارات ونقلهم إلى سلا، وتسلم مبالغ مالية منهم، قبل أن يتوفى قاصر مغربي أثناء الإبحار بسواحل سلا، بعدما أقلع قاربهم بمارينا المدينة.
وأرجأت الغرفة الجنائية الابتدائية بالرباط، النظر في النازلة المثيرة إلى السابع من أكتوبر المقبل، بعدما تنصب محامون جدد للدفاع عن المتورطين.
اغتصاب جماعى لمهاجرة سرية في محاولة “حريك”
