تواصل الآلة الإعلامية التابعة للنظام الجزائري الترويج لعمليات وهمية لتنظيم البوليساريو ضد القوات المسلحة، للتغطية على الهزائم التي تلحقها بها الدبلوماسية المغربية في المحافل الدولية.
ويبدو أن التنظيم الانفصالي يعتمد البروباغندا الإعلامية، التي أساسها “استمر في الكذب حتى يصدقوا”، وهو ما يجعلها تصدر بيانات تلو أخرى، تروج لأوهام لا توجد سوى في مخيلة قادتها.
وتأتي هذه الخرجات الإعلامية لبيانات الجبهة في الوقت الذي استنكر عمر زنيبر، السفير المندوب الدائم للمغرب في جنيف، الأكاذيب والادعاءات التي أطلقتها الجزائر خلال الدورة الحالية لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، مؤكدا أن الوضع في أقاليم الصحراء المغربية طبيعي ومستقر للغاية، وأن جميع السكان يتمتعون بحقوقهم الأساسية، السياسية والمدنية والاجتماعية والاقتصادية، عكس تصريح الوفد الجزائري.
تبرير الفشل
واعتبر نوفل البوعمري، المختص في ملف الصحراء، أن تنظيم البوليساريو منذ العملية الأمنية العسكرية، التي قام بها المغرب في المنطقة الفاصلة بينه وبين موريتانيا، “وهو يعيش على وقع الهذيان الذي أصابه جراء ما حدث، وبالدعم الدولي الذي لقيه المغرب للإنهاء مع منطق البلطجة الذي اعتمدته البوليساريو في الكركرات”.
وسجل البوعمري أن هذه الحالة “ما زالت ممتدة في الزمان السياسي الذي توقف بالنسبة لهم في تلك اللحظة، وهو ما تعبر عنه بياناتهم الصادرة منذ تلك اللحظة، سواء فيما يتعلق بالحرب الوهمية أو بالانتصارات التي تدعي الجبهة بأنها حققتها، رغم أن مواقف مجلس الأمن واضحة في دعم مبادرة الحكم الذاتي والحل السياسي الذي قدمه المغرب”.
أكد الباحث ذاته، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن وضعية الجبهة الانفصالية ستزداد تعقيدا نتيجة الوضع الحالي الذي يعيشه العالم مع التوتر الإقليمي الذي تعيشه روسيا والغرب بشكل عام، مضيفا أن تنظيم البوليساريو “لم يستطع الإعلان عن موقف ولا دعم روسيا، الذي يسوق له في خطابه الإعلامي المعتمد على البروباغندا على أساس أنها داعمة وحليفة له، وهو ما لم يحدث يوما”.
ولفت المتحدث نفسه إلى أن “بروباغندا البوليساريو هي وجه من أوجه فشل هذا التنظيم في التعبئة الداخلية وفي الاستقطاب الخارجي نتيجة عدم قدرة إعلامه على التأثير في صناعة رأي عام داخل المخيمات داعم له ولأطروحته التي انهارت أمام مصداقية المغرب وجدية مبادرته لطي النزاع”.
افتقاد “الكاريزما”
أوضح عبد الفتاح الفاتيحي، الخبير في شؤون الصحراء ودول الساحل، أن ما تروج له الجبهة الانفصالية والإعلام الجزائري من عمليات وبيانات حربية “لم تعد تصدقه حتى قيادة الجبهة، ذلك أن الحماس الأول افتقد، ولذلك يتوسل إبراهيم غالي التعبئة من أجل استئناف العمل العسكري”.
وأوضح الخبير ذاته، في تصريحه للجريدة، أن من نتائج ذلك “افتقاد القيادة ما تبقى من كاريزما تاريخية وتنظيمية بالنظر إلى حالة الفوضى الأمنية في المخيمات، إذ قام المحتجزون باختطاف عناصر من شرطة الجبهة، ولم يطلق سراحهم إلا بعد مفاوضات انتهت بصمت القيادة”.
كما تكررت الأحداث نفسها، يضيف الفاتيحي، باقتحام مقرات أمنية بولاية السمارة أكثر من مرة، وهو ما يفيد، بحسبه، أن “الجبهة فشلت في الرهان التعبوي داخليا وخارجيا، بحيث لا يتفاعل مع بياناتها أحد عن هيسبريس”.