العيون بريس – هيئة التحرير
بعد عام كامل من الغياب والتكهنات، خرج البطل المغربي في رياضة الكاراطي، رضوان أمكناسي، عن صمته ليقصّ تفاصيل مغادرته المفاجئة لمعسكر المنتخب الوطني خلال بطولة العالم التي أقيمت في إيطاليا عام 2024. كشف أمكناسي، في فيديو مطوّل نشره على صفحته في فيسبوك، أن قراره بالبقاء في أوروبا وعدم العودة إلى المغرب كان نتيجة “فقدان الثقة في العدالة الرياضية” والظلم الذي تعرّض له داخل الجامعة الملكية المغربية للكاراطي.
الشاب رضوان أمكناسي (21 عامًا)، ينحدر من مدينة مريرت وبدأ مسيرته بتشجيع من شقيقه الأكبر عبد السلام أمكناسي، أحد أبرز نجوم الكاراطي المغربي. التحق بالمنتخب الوطني عام 2017 حاملاً “طموحًا كبيرًا لتمثيل المغرب عالميًا”، لكن مساره اصطدم بعقبة كبيرة في عام 2021.
“سنوات ضائعة بسبب قرار ظالم”
أوضح أمكناسي أن الجامعة الملكية المغربية للكاراطي قررت إيقافه عن المشاركة في المنافسات، مبررًا ذلك بأن السبب الوحيد هو “كونه شقيق عبد السلام”، الذي كان قد دخل في خلاف مع الجامعة على خلفية مطالبته بحقوق الرياضيين. وبسبب هذا القرار، ضاعت على البطل، الذي حصد ألقابًا عديدة منها بطل العرب وبطل شمال إفريقيا، “سنوات من التدريب والتضحيات” بين 2021 و 2024.
وصف أمكناسي تلك الفترة بالصعبة، حيث “توقفت حياته تمامًا” دون تدريب أو دراسة أو مشاركات. وكشف أيضًا عن رفض طلبه للحصول على جواز السفر لمتابعة دراسته في كندا رغم مراسلاته المتكررة، الأمر الذي جعله يشعر باليأس وفقدان معنى الحياة التي كان يمثلها له الكاراطي.
العودة والإصابة ثم القرار المصيري
بعد توقف دام ثلاث سنوات، تمكّن رضوان من العودة للمنافسات بدعم من أحد المحسنين، وفاز ببطولة المغرب لفئتي U21 وSenior رغم انقطاعه الطويل. هذه العودة منحته ثقة متجددة، فتم استدعاؤه لمعسكرات المنتخب وشارك في بطولة شمال إفريقيا بمصر، حيث تعرّض لإصابة خطيرة في الأسنان أكد أن الجامعة لم تتكفل بعلاجها رغم وعودها.
خلال مشاركته في بطولة العالم بإيطاليا عام 2024، اتخذ أمكناسي قراره الحاسم. يقول: “فكرت في مصير الأبطال الذين تعرضوا للظلم قبلي… وتأكدت أنهم أصبحوا مشردين بين الدول. فهمت أن المخاطرة الحقيقية هي بالعودة إلى المغرب”. في تلك اللحظة، قرّر البطل عدم العودة إلى البلاد وبدء حياة جديدة في أوروبا، مشددًا على أن قراره “ليس كرهًا في بلاده، بل رفضًا للظلم واللامسؤولية داخل الجامعة”.
أكد أمكناسي أن قصته ليست “اتهامًا لأحد”، بل هي شهادة شخصية تهدف إلى تحذير الجيل الجديد “حتى لا يضيعوا مستقبلهم بسبب قرارات ظالمة أو وعود زائفة”. واختتم رسالته بالقول: “الرياضة يجب أن تبني، وليس أن تهدم… وأنا اليوم مرتاح، وحر، ولست نادمًا على قراري”.
قصة رضوان أمكناسي تسلط الضوء على صراع بطل رياضي تحطمت أحلامه وطموحه على صخرة البيروقراطية وهيمنة ما وصفه بـ”التدبير الريعي” للجامعات الرياضية، مؤكدًا أن هروبه لم يكن سعيًا وراء مجد شخصي بقدر ما كان محاولة لإنقاذ الذات وصيانة الكرامة.












