ابو محمد إلياس
شهدت مدينة تامنصورت، مساء الخميس، إنزالاً أمنياً مكثفاً وغير مسبوق، في إطار التدابير الاستباقية التي اتخذتها السلطات تحسباً لأي انفلات أمني محتمل، عقب الأحداث الخطيرة التي عاشتها المدينة ليلة الأربعاء، والتي وُصفت بـ”ليلة الأربعاء الأسود”.
وحسب مصادر محلية، تم تعزيز التواجد الأمني بعناصر إضافية من الدرك الملكي والقوات المساعدة، مع انتشار واسع بمختلف النقاط الحساسة التي كانت مسرحاً لأعمال عنف وتخريب استهدفت ممتلكات عامة وخاصة، إضافةً إلى الاعتداء على مركز الدرك، ما أثار قلقاً بالغاً لدى الساكنة المحلية.
وأكدت مصادر حقوقية أن هذا التدخل يندرج في إطار التزام الدولة الدستوري بحماية الأرواح والممتلكات، مع ضرورة الحرص على احترام القانون وضمان حقوق المواطنين في الأمن والسكينة. كما شددت على وجوب فتح تحقيق قضائي شفاف ونزيه لتحديد المسؤوليات، وترتيب الجزاءات القانونية في حق المتورطين.
من جانب آخر، عبّرت فعاليات مدنية وحقوقية عن تخوفها من تكرار مثل هذه الانفلاتات الأمنية، معتبرة أن معالجتها تقتضي تجاوز الحل الأمني وحده، والانكباب على الأسباب الاجتماعية والاقتصادية التي قد تؤجج مثل هذه الأوضاع، وعلى رأسها البطالة، الهشاشة، وغياب فضاءات بديلة مخصصة للشباب.
ويُنظر إلى هذا الإنزال الأمني المكثف كرسالة واضحة مفادها أن السلطات عازمة على عدم التساهل مع أي تهديد للنظام العام، في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات القضائية والإجراءات المرتقبة. وفي خضم ذلك، يظل الرهان الأكبر هو تكريس دولة الحق والقانون، وضمان الأمن في إطار يحفظ كرامة المواطن وحقوقه الأساسية.