متابعة : كلثوم أخصاصي
يعيش مركز تصفية الدم بمدينة طانطان وضعا صحيا مقلقا بات يهدد حياة أزيد من سبعين مريضا، وذلك بسبب غياب طبيب مختص لأكثر من ستة أشهر، ما يطرح علامات استفهام حول مستقبل خدمات هذا المرفق الحيوي، في ظل تزايد حالات القصور الكلوي بالمنطقة، والاعتماد الكلي على هذا المركز كوجهة وحيدة للمرضى.
وحسب شهادات مواطنين من داخل المركز، فإن الوضع تجاوز مرحلة القلق ليبلغ حد الخطر، حيث يتابع المرضى حصص التصفية في غياب طبيب مختص يفترض أن يتخذ قرارات طبية حاسمة تتعلق بنقل الدم أو تعديل معايير التصفية أو التدخل عند الطوارئ، وهي حالات تستوجب وجود طبيب بصفة دائمة.
ويؤكد مرافقو المرضى أن الوضع يزداد سوءا مع استمرار غياب الطبيب المختص، في وقت يجد فيه الطاقم التمريضي نفسه أمام تحديات يومية تفوق إمكانياته واختصاصاته، خاصة في التعامل مع الحالات الحرجة، مثل انخفاض ضغط الدم أو الإغماء المفاجئ أثناء الحصص.
وفي ظل هذا الفراغ، تم مؤخرا تعيين طبيبة عامة بالمركز، في محاولة لسد الخصاص مؤقتا، لكن هذا الإجراء يبقى محدود الأثر، بالنظر إلى خصوصية مرض القصور الكلوي وتعقيد الحالات، التي تستلزم إشراف طبيب متخصص في أمراض الكلى، قادر على اتخاذ القرارات الدقيقة ومواكبة الحالة الصحية للمرضى بشكل علمي.
ويرى متتبعون للشأن المحلي أن استمرار غياب الطبيب المختص يفاقم معاناة مرضى القصور الكلوي ويدفع العديد من الأسر إلى حلول صعبة، أبرزها التوجه إلى مدن أخرى للعلاج، في ظل العجز عن تغطية التكاليف الباهظة للتنقل والعلاج، أو الانتظار في ظروف نفسية وصحية صعبة.
ورغم المحاولات المتكررة لدق ناقوس الخطر من قبل المرضى وذويهم، لم تسجل إلى حدود الساعة أي تدخل ملموس من الجهات المسؤولة على قطاع الصحة بالإقليم أو الجهة، وهو ما يعكس، حسب تعبير بعضهم، غياب إرادة حقيقية لحل هذا الإشكال الذي يمس الحق في الحياة.
وفي انتظار حلول جذرية تضمن استقرار الخدمات الصحية بالمركز، يبقى المرضى عرضة للمخاطر، في ظل واقع يفرض طرح السؤال بإلحاح: إلى متى ستبقى حياة المرضى معلقة بغياب طبيب؟