، عبّر عدد من أفراد الجالية المغربية المقيمة بأوروبا، خاصة المنحدرين من إقليم الحسيمة، عن استيائهم الشديد من الارتفاع الصاروخي لأسعار تذاكر الطيران نحو المغرب، معتبرين أن هذا الوضع بات يشكل عائقًا حقيقيًا أمام صلتهم بوطنهم الأم.
وفي تصريح مؤثر نشرته إحدى أفراد الجالية على حسابها الشخصي، قالت إن عائلتها الصغيرة المقيمة بـهولندا تضطر كل صيف لخوض صراع مرهق مع تكاليف السفر من أجل زيارة المغرب، موضحة:
“في كل مرة نفكر في زيارة الوطن، نصطدم بأرقام خيالية: 50 ألف درهم لعائلة من أربعة أفراد! هل هذه تذكرة سفر أم عقوبة غير معلنة على حب الوطن؟”
وأضافت المتحدثة في تدوينتها الغاضبة:
“أين هي سياسة الجالية؟ وأين هي الوعود التي قُدمت لتسهيل عودة مغاربة العالم؟”
وتأتي هذه التصريحات في سياق الجدل الذي أثاره تصريح رئيس الحكومة عزيز أخنوش، والذي قال مؤخرًا إن “مغاربة الخارج يمكنهم زيارة بلدهم كل شهر، بتكلفة تتراوح بين 300 و600 درهم ذهابًا وإيابًا”.
هذا التصريح قوبل بموجة من السخرية والانتقادات اللاذعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره كثيرون بعيدًا كل البعد عن الواقع، ويفتقر إلى معرفة حقيقية بمعاناة الجالية المغربية في الخارج.
وتابعت المتحدثة، وهي فنانة معروفة تنحدر من الحسيمة:
“نحن لا نطلب منحة ولا امتيازًا، فقط نريد أسعار تذاكر معقولة تحترم كرامتنا، وتُشجع على زيارة الوطن وصلة الرحم، لا أن تضعنا تحت رحمة شركات جوية تحتكر الخطوط وتفرض أسعارًا مجحفة.”
ويُعاني أبناء الحسيمة بشكل مضاعف، إذ غالبًا ما يحطون رحالهم في مطارات بعيدة مثل الناظور أو طنجة أو حتى الدار البيضاء، قبل أن يضطروا لقضاء ساعات طويلة وشاقة على طرق غير مؤهلة للوصول إلى ديارهم، في غياب رحلات جوية مباشرة وبنية تحتية لوجستيكية مواكبة.
وسط هذه الأصوات الغاضبة، تتعالى الدعوات مجددًا للحكومة المغربية من أجل التدخل العاجل لتقنين أسعار التذاكر وضمان العدالة في التنقل، خاصة في ظل ما تمثله الجالية المغربية من رافعة اقتصادية واجتماعية حيوية للبلد.