أبو محمد إلياس
في واقعة أثارت جدلاً واسعًا وردود فعل حقوقية وإعلامية قوية، أقدمت السلطات الجزائرية بمدينة وهران، يوم الجمعة 1 غشت 2025، على اعتقال أعضاء فرقة موسيقية شابة، عقب أدائهم لأغنية “العيون عينيا والساقية الحمرا ليا”، المعروفة برمزيتها الوطنية في المغرب وارتباطها الوثيق بالقضية الترابية.
وبحسب مصادر متطابقة، فقد جرى توقيف أعضاء الفرقة مباشرة بعد انتهاء عرضهم الموسيقي، في أحد الفضاءات الثقافية الخاصة بالمدينة، حيث اعتُبر مضمون الأغنية مخالفًا لما وصفته السلطات بـ”الضوابط المرتبطة بالوحدة الترابية للجمهورية الجزائرية”، ليُحالوا بعد ذلك على التحقيق تحت تهمة “المساس بالوحدة الوطنية”.
وقد أدان عدد من النشطاء الحقوقيين والمنظمات المدنية هذا الاعتقال، معبّرين عن قلقهم البالغ إزاء ما وصفوه بـ”انتهاك حرية التعبير والإبداع الفني”، ومطالبين بإطلاق سراح الفنانين فورًا دون قيد أو شرط. كما اعتبرت منظمات مغربية ودولية أن ما وقع يمثل تراجعًا خطيرًا على مستوى الحقوق الثقافية، ومؤشرًا على تنامي التضييق على حرية الرأي والفن في الجزائر.
وفي السياق ذاته، عبّر عدد من المتتبعين للشأن الثقافي المغاربي عن أسفهم لتحويل الفن والموسيقى إلى ساحة صراع سياسي، مؤكدين على ضرورة احترام حرية التعبير الفني كمبدأ كوني لا يقبل التجزئة أو التقييد إلا في أضيق الحدود، ووفقًا لما تنص عليه المواثيق الدولية لحقوق الإنسان.
تجدر الإشارة إلى أن أغنية “العيون عينيا والساقية الحمرا ليا” تُعدّ من الأعمال الفنية الشهيرة بالمغرب، وتحمل دلالات وطنية قوية تتعلق بالصحراء المغربية، وقد عُرفت بإحيائها لروح الانتماء والاعتزاز بالوحدة الترابية للمملكة.
ولا يزال مصير أعضاء الفرقة الموسيقية مجهولًا حتى لحظة تحرير هذا المقال، وسط مطالب متزايدة بضرورة احترام الحقوق الأساسية للفنانين، وفصل الإبداع الفني عن التجاذبات السياسية.