العيون بريس
بقلم الأستاذ: صلاح الدين كريطى
في عالم السياسة، يبدو أن الانتماء الحزبي أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى. لكن هل هذا الانتماء يجب أن يكون على حساب الصدق والموضوعية؟ في هذا العرس الإعلامي، نرى أشخاصًا يطبلون لأجل الانتماء الحزبي، ليقال إنهم مرضي عليهم، ويدافعون عن أفكارهم بكل قوة، حتى لو كانت تتعارض مع الحقائق.
هذا النوع من الطبل ليس جديدًا، لكنه أصبح أكثر وضوحًا في السنوات الأخيرة. نرى أشخاصًا يكررون كلمات وأفكارًا دون أن يفكروا فيها، فقط لأنها تتوافق مع توجهات حزبهم. يبدو أنهم يعتقدون أن الانتماء الحزبي يعني التخلي عن التفكير النقدي والتحليلي، وأن يكونوا مجرد طبالين يرددون نفس الكلمات دون أن يضيفوا شيئًا جديدًا.
لكن هل هذا هو الانتماء الحزبي الحقيقي؟ هل يعني أن نكون كالكلب الوفي الذي يدافع عن صاحبه دون أن يفكر في صحة أفعاله؟ أم يعني أن نكون أفرادا مستقلين، نتحلى بالصدق والموضوعية، ونعبر عن آرائنا بكل حرية، دون أن نخشى من النقد أو الرفض.
في هذا السياق، نرى أن بعض الأشخاص يصبحون أكثر اهتمامًا بالبقاء في المنصب أو الحصول على المنافع الشخصية، أكثر من اهتمامهم بخدمة الشعب والوطن. يبدو أنهم يعتقدون أن الغاية تبرر الوسيلة، وأن كل شيء مقبول طالما أنه يحقق لهم النجاح.
لكن هل هذا هو النجاح الحقيقي؟ هل يعني أن نكون أغنياء ومشهورين، لكننا فقدنا احترامنا لذاتنا واحترام الآخرين لنا؟ أم يعني أن نكون أشخاصًا صالحين، نعمل بجد ونتحلى بالصدق والموضوعية، ونحاول أن نقدم شيئًا إيجابيًا لمجتمعنا ووطننا.
في النهاية، يجب أن نكون واعين بأن الانتماء الحزبي يجب أن يكون مبنيًا على القيم والمبادئ، وليس على الطبل والزغاريد. يجب أن نكون قادرين على التفكير النقدي والتحليلي، وأن نعبر عن آرائنا بكل حرية، دون أن نخشى من النقد أو الرفض.















