العيون بريس/العيون
Fédération démocratique du travail
Syndicat national de la santé publique
Bureau Régional
Laayoune Sakia Hamra الفيدرالية الديمقراطية للشغل
النقابة الوطنية للصحة العمومي
المكتب الجهوي
العيون الساقية الحمراء
17 يوليوز 2019
بلاغ 2
بانقضاء يوم الاثنين 15 يوليوز 2019، يكون الأخ المناضل محمد محيمد، الكاتب الجهوي و عضو المكتب الوطني للنقابة الوطنية المنضوية تحت لواء الفيدرالية الديمقراطية للشغل قد انهى أيامه الخمسة من إضرابه الانذاري عن الطعام و اعتصامه التاريخي بصمود منقطع النظير في ظل معاناته من أمراض مزمنة خصوصا أن حالته الصحية تدهورت تدهورا خطيرا في الساعات الأخيرة، مما تطلب نقله الاسعافي إلى قسم المستعجلات بالمركز الإستشفائي الجهوي مولاي الحسن بن المهدي حيث قضى ليلة الثلاثاء تحت الرقابة الطبية و سوف يتم ترحيله قريبا إلى شمال المملكة لاستكمال العلاج من مضاعفات الإضراب عن الطعام،
و رغم كل محاولات التشويش المعادية و التهديدات و التأويلات البيانية و تخاذل المتخاذلين من أعداء الإصلاح و المتمصلحين الظاهرين و المستترين، فقد حققت هذه الخطوة النضالية البطولية أهدافها الانذارية المرسومة و أفشلت خطط المستفيدين من فساد الأوضاع الصحية و كشفت عن تخبطهم و اخرجتهم تحت تمويهاتهم المؤسساتية و القانونية ليس للبرهنة في المستوى الماكروي على حسن تدبير الإدارة الجهوية أو جودة ادارة الخدمات الاستشفائية و لا نجاح الشراكة الاجتماعية و توازن العلاقات الإدارية و النقابية، و إنما اثبتوا من خلال ردود أفعالهم حقيقة الحيثيات و صدق الأسس التي بنت عليها نقابتنا العتيدة معركة الأمعاء الفارغة خصوصا ما يتعلق بالتوسل المتبادل و المتساوق بين النقابي و الإداري و الاستهداف المجاني و المغرض للمسؤولين و المناضلين الفيدراليين سواء عبر الاستفسارات الادارية للتضييق على العمل النقابي و كيل التهم المفبركة أو تهديد السلم الاجتماعي للاستفادة من شراكة خاصة مع المسؤولين الاداريين مع محاولة تشتيت الانتباه بعيدا عن الاوضاع الادارية الاستشفائية و الجهوية حيث يعاني الشركاء و المهنيون و المواطنون،
و عليه، فإننا في المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للصحة العمومية عضو الفيدرالية الديمقراطية للشغل بجهة العيون الساقية الحمراء، وإذ نحيي كل أصوات التضامن مع هذه المعركة النضالية البطولية، فإننا:
1. نسجل بكل فخر و اعتزاز هذه الخطوة النضالية الشجاعة و التاريخية التي اضطر معها الأخ المناضل محمد محيمد الى الدخول في اضراب انذاري عن الطعام بطعم الموت و صموده البطولي في اعتصام بعيدا عن الزاد و الولد طيلة خمسة أيام في سبيل لفت انتباه الجهات المسؤولة الى خطورة الأوضاع الادارية و النقابية التي وصل الاحتجاج ضدها و رفضها الى حد التضحية بالحياة و استرخاص الروح ،
2. ندين بشدة الموقف السلبي للسيد المدير الجهوي من هذه الخطوة بدءا من الاخبار المسبق بها الى ما بعد نهايتها من دون مراعاة المركز الاجتماعي لشخصية المضرب و وضعيته الصحية و نستنكر ايما استنكار تعنته الأعمى الى درجة التجرد من المشاعر الانسانية و التبرم حتى من الوقوف على حالة المضرب الحرجة في معتصمه عند مدخل المديرية الجهوية للصحة بالعيون في تناقض سافر حتى مع المبادئ الاخلاقية التي تلقاها كطبيب في قسم أبي قراط،
3. نرفض رفضا قاطعا التعاطي غير المسؤول للإدارة الجهوية مع مطالبنا المشروعة و العادلة وسعيها المفضوح للقفز على نتائج هذه الخطوة النضالية غير المسبوقة من خلال استغلال الاجتماعات الدورية العادية للجنة الجهوية للحوار الاجتماعي لدعوتنا الى التطبيع مع التسيب و التقصير و العبث في حين لم يقم هذا المدير الجهوي منذ تنصيبه بأدنى اجراء ملموس تجاه الأوضاع الفاسدة المطروحة أمامه مثل تطبيق منشور وزير الصحة رقم 39/2019 حول مسطرة التعيين في مناصب المسؤولية في المستشفيات و المراكز الصحية بما ينهي سيطرة النقابة الادارية على كل المناصب بالمركز الاستشفائي الجهوي أو التجاوب الايجابي مع التظلمات الرئاسية بشأن الأوضاع بالمعهد العالي للمهن التمريضية..
4. نعلن عزمنا على تعليق الشراكة الاجتماعية الجهوية في ظل الظروف القائمة التي تنتفي فيها شروط الممارسة النقابية السليمة بفعل وجود شريك اداري ضعيف فاقد لإرادته غير قادر على تحصين وسائل الادارة و ترسانتها القانونية و المسطرية و متساهل في استباحتها للقوى غير الادارية التي تستعملها لحشد الاتباع و الاستقوى على باقي الشركاء الاجتماعيين بلا حسيب و لا رقيب في تجاوز مفضوح لاختصاصات النقابة التي تصير عمليا أقرب الى مفهوم الطائفة، وذلك رغم كل الدعاوي المنادية بإصلاح هذا الوضع الشاذ و اعادة التوازن للعلاقات الادارية و النقابية بما يخدم مصلحة الجميع بعيدا عن التهديد و البلطجة و الصراعات و الحرص الاداري المتجدد مع كل مسؤول على ازاحة الكفاءات و خلق بيئة حاضنة لتفريخ كل اشكال الفساد،
5. نحث الجهات العليا المسؤولة مركزيا و محليا على اعتماد مقاربة اكثر صرامة لتقويم هذا الوضع الشاذ المتوارث في قطاع اجتماعي ملتهب قبل أن تتسع دائرة الاحتقان و التوترات و تقويض السلم الاجتماعي في منطقة حساسة لأن النقابة الفيدرالية لا تطالب بأكثر من فضاء منظم ملائم لممارسة حقوقها الدستورية في العمل النقابي السليم للارتقاء بأوضاع الشغيلة الصحية في اطار حوار اجتماعي عملي جاد و مسؤول و منتج يحترم فيه كل طرف اختصاصاته القانونية و ليس مجالا فوضويا سائبا من التواطؤات و المعاهدات الحمائية المتبادلة بين النقابي و الاداري يسودها حوار ايديولوجي مصلحي عقيم لا يهدف إلا الى المناورة و تدجين النقابة و احتوائها في سلمية سلبية في افق تفكيكها و تدميرها..
و في الأخير، و وعيا منا بالهجمات النيوليبرالية المتوالية ضد مكتسبات المهنيين وحقوقهم و ما يرافقها و يسبقها من محاولات لتبديد وسائل المقاومة و هياكلها و مؤسساتها في مقدمتها السعي الجاري لتجريم الحق الدستوري في الاضراب و التراجع الدائم عن التنظيم القانوني للعمل النقابي لإبقائه مفتوحا على المتاجرين بالانتماء النقابي و التضييق على العمل النقابي الجاد و محاولة تشويهه، فإننا نعلن للرأي العام اننا متمسكون بخطنا النضالي الحر و بحقوقنا النقابية مهما كلفنا ذلك من ثمن، و لكننا كذلك منفتحون على كل المبادرات الجادة و المسؤولة لتجاوز هذه الأوضاع غير المقبولة، داعين كل مناضلينا إلى مزيد من الحذر و اليقظة للتصدي لكل الخروقات و المخالفات معبرين في المكتب الجهوي التابع للنقابة الوطنية للصحة العمومية المنضوية تحت لواء الفيدرالية الديمقراطية للشغل عن استعدادنا الدائم لخوض كافة الأشكال النضالية التصعيدية في حينها لإنهاء هذا الوضع الاداري و النقابي المرفوض والنهوض بالأوضاع الصحية بما يضمن حقوق المهنيين و مصالحهم بجهة العيون الساقية الحمراء .