العيون بريس/العيون
الجدية بين خطاب الملك واستهتار المسؤولين
– مديرة المستشفى الجهوي مولاي الحسن بلمهدي نموذجا-
في بلدنا لانعدم التشخيص الدقيق للمثالب والعوائق التي تلم بمسار تقدمنا. ومن الأمثلة الساطعة في هذا الباب ما نتعرض له في قطاع الصحة بهذه الربوع العزيزة من أنواع التبخيس والتحامل والتجاوز لأدنى متطلبات إشراكنا كجسم نقابي تمثله الفيدرالية الوطنية للصحة (ف د ش) في تفعيل أجرأة شراكة تجمع النقابة بالإدارة لتطوير أداء مرفق الصحة وتحسين مردوديته. لقد اعترى مسار السيدة المديرة، على رأس المستشفى الجهوي مولاي الحسن بلمهدي بالعيون، الكثير من التصرفات والسلوكات المخلة بشروط الالتزام الأخلاقي والماسة من الجدية التي يفرضها الواجب المهني. ومن محاسن الصدف أن يتركز خطاب جلالة الملك بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لعيد العرش المجيد على الجدية التي صنفها جلالته مذهبا يجب ان يظل دليلنا في الحياة والعمل، شاملا لجميع المجالات، مقدما خدمة المواطن واختيار الكفاءات المؤهلة لذلك. ولم يغفل جلالة الملك في خطابه الهام التركيز على القطاعات الاجتماعية والصحة في مقدمتها. إننا نعتبر في الفيدرالية الوطنية للصحة خطاب العرش لهذه السنة مادة ملهمة، لتصحيح الإختلالات ونقطة ارتكاز لمراجعة السلوكات التحريفية المخلة بالواجبات المهنية والماسة من جدية ممارسة المسؤولية. وانطلاقا من منطوق خطاب العرش في الذكرى الرابعة والعشرين، واستحضارا لعمق مدلول الجدية المرتبط وبشكل عضوي بخدمة المواطن المشروط باختيار الكفاءات لذلك، نوجه عناية المسؤولين بقطاع الصحة بالمستشفى الجهوي مولاي الحسن بلمهدي إلى ما يلي:
• في غياب الجدية
– تنعقد اجتماعات عديدة بدون محاضر وبدون مخرجات مما ينعكس سلبا على سير العمل ويرخي بظلال من سوء الفهم بين المرتفق والاطر الطبية والإدارية ويوسع الهوة بينهم.
– تنعدم بمصلحة طب الأطفال أدوات التعقيم مما أودى بحياة أطفال وخدج بسبب عدوى المستشفيات.
– إنتقل التخبط في العشوائية والفوضى إلى باقي المصالح كالجراحة، الطب العام، المختبر، مركز تحاقن الدم، تقني الإسعاف، سائقي سيارة الإسعاف.
– لا تكترث السيدة المديرة للخصاص الهائل الذي يعرفه المستشفى الجهوي من مستلزمات طبية تخص مختلف الأقسام.
– إشاعة أساليب تمييزية في التعامل مع النقابات، ورفض اللقاء بأطراف نقابية رغم طابع الاستعجال.
– يتم التفريط في ضمان الحق الدستوري في العلاج لكافة المواطنين.
– غياب المذكرات المصلحية المنظمة للعمل داخل مختلف المصالح مما يخلق اصطداما بين الموظفين والمرتفقين.
– اتخاذ قرارات عشوائية حرمت المستشفى من مداخيل هامة.
– استقدام غرباء عن القطاع وتشغيلهم بمصلحة تتصل بالمعطيات الشخصية للمرتفقين.
– غياب الأدوية وأدوات الاشتغال مما يؤدي إلى اصطدام المواطنين مع الأطر الصحية.
– إنعدام النظافة داخل المستعجلات وغرف المرضى والمراحيض.
– فوضى عارمة في تسيير مصلحة الولادة وغياب ظروف إنسانية للاستشفاء وانعدام مستلزمات العمليات القيصرية ما يفرض على المواطنين شراءها.
• في انتفاء شرط اختيار الكفاءات
– يتم تغييب الكفاءات والأطر وتعويضهم بأشخاص من ذوي الولاءات يفتقرون للخبرة والتجربة.
– يتم استهداف بعض الموظفين بالتضييق عليهم واستفسارهم من خلال تبليغات كيدية لمجرد انتمائهم لنقابات من غير أصحاب الحظوة.
– إسناد بعض المهام داخل مصلحة المستعجلات لأشخاص يفتقرون للكفاءة والمؤهلات المهنية.
– خصاص فظيع في تقنيي الأشعة مما يعرقل سير المرفق العام و يؤثر سلبا على مردوديته.
إن السيدة المديرة لم تبرهن على التأهيل اللازم على مستوى العلاقات الإنسانية العامة، والتواصل الإنساني وما يسمى بالذكاء العاطفي الذي تقتضيه مناصب المسؤولية، إذ أن المسؤول يتواصل مع الموظفين أكثر ويعتمد نمط القيادة المرنة التي تعرف كيف ترفع التقدير الذاتي للموظفين وتحفزهم وتطلب اقتراحاتهم وأرائهم، لجعلهم يشعرون أنهم يساهَمون في حل المشاكل بعيدا عن أساليب التهديد والعقاب والانتقام والإكراه، التي لا تزيد المشاكل إلا تعقيدا. كما يتم تصريف القرارات الصحية بتكلفة بالغة على المستويات النفسية والإدارية و القضائية و الحقوقية بسبب القصور الواضح على مستوى التكوين الإداري والقانوني للمسؤول، علما أن الوزارة تهتم بالاستراتيجيات والمخططات والبرامج الصحية ولا تعير اهتماما لهذه المجالات المهمة في التواصل والتدبير والتحفيز عند إسناد المسؤولية.
لهذه الأسباب، فان المكتب الجهوي يعلن :
– تنديده بعدم الاستجابة واللامبالاة التي طالت طلب اللقاء المتسم بطابع الاستعجال والمؤرخ بتاريخ 14 يونيو2023 ،ودون أن يلقى استجابة لحد الساعة ، وبالمقابل يتم عقد لقاءات بأطراف نقابية أخرى مما يثبت انحيازا واضحا إلى نقابات دون أخرى، ما يعني ممارسات تمييزية في خرق صارخ للقانون.
– استنكارنا للاستهداف الممنهج لمناضلات ومناضلي الفدرالية الوطنية للصحة ف د ش بالتهديد بهضم الحقوق والتعسف عليهم واستفزازهم.
– ندين ما يتعرض له موظفو مصلحة الاستقبال والقبول من تعسفات إدارية وعشوائية في اتخاذ القرارات مما أدى إلى توقف المصلحة بشكل نهائي يوم 29/7/2023، ما نتج عنه حرمان خزينة المستشفى من مداخيل مهمة، والاستعاضة عنهم بأشخاص غرباء عن القطاع، تم استقدامهم للاشتغال بالمصلحة دون اعتبار لما قد يهدد سلامة المعطيات الشخصية للمرتفقين وهو ما يتعارض وتوصيات الهيئة الوطنية لحماية المعطيات الشخصية.
– احتجاجنا على الأوضاع المزرية التي يشتغل فيها موظفو مصلحة الصندوق.
– استنكارنا للوضع الكارثي الذي آلت إليه مصلحة المستعجلات منذ مجيء السيدة المديرة، على مستوى استقبال المستعجلات، والغياب التام لأعوان نقل المرضى مما يتسبب في شلل مختلف الأقسام واكتظاظ مصلحة المستعجلات.
– استنكارنا لكل التجاوزات التي تمارسها مديرة المستشفى الجهوي بالعيون ويعبر عن استعداده خوض كافة الأشكال النضالية التي يستلزمها الأمر حفاظا على سمعة المستشفى ومكانة الأطر الإدارية والطبية وضمان الحق في العلاج لكافة المواطنين طبقا لما يكفله الدستور.
وختاما يستنكر المجلس الجهوي كل التجاوزات التي تمارسها مديرة المستشفى الجهوي مولاي الحسن بلمهدي بالعيون و نحمل الإدارة الصحية الإقليمية و الجهوية المسؤولية الكاملة عن كل ما يمكن أن يترتب عن هذا الوضع الشاذ والخطير بالمركز ألاستشفائي الجهوي ونطالب الوزارة الوصية بالتدخل العاجل لتصحيح الوضع و وقف التسيب الإداري الحاصل ووضع حد للإدارة المزاجية وفرض تفعيل القوانين والمساطر الجاري بها العمل.
وفي الأخير، فإننا نهيب بكل مناضلي ومناضلات النقابة الوطنية للصحة العمومية ف د ش إلى مزيد من الحذر واليقظة للتصدي لكل الخروقات والتجاوزات و المخالفات معبرين في المكتب الجهوي عن استعدادنا الدائم لخوض كافة الأشكال النضالية المشروعة التي يستلزمها الحفاظ على سمعة المستشفى ومكانة الأطر الإدارية والطبية والتمريضية وضمان الحق في العلاج لكافة المواطنين طبقا لما يكفله الدستور للنهوض بالأوضاع الصحية بما يضمن حقوق المهنيين ومصالحهم بالإقليم والجهة.
إمضاء:
.