في تقرير لصحيفة “لوموند” الفرنسية، قالت فيه إن الصين بما تملكه من موارد بشرية وطبيعية هائلة، تستعد لتكون “القوّة المهيمنة في المستقبل”، على حساب أوربا والولايات المتحدة الأمريكية.
وأبرزت الصحيفة في تقريرها أن الصين وجهت اهتمامها للمرة الأولى نحو مصير الكرة الأرضية في العقود المقبلة، لمعالجة ظاهرة الاحتباس الحراري التي تهدّد بتدمير الحياة على الكوكب. وقد تعاملت الصين هذه المرة مع المشكلة بطريقة إيجابية، وقدمت مبادرات بناءة، جعل بعض المراقبين يفسرون هذا الاهتمام بمستقبل الكوكب بأنها تنوي أن تكون هي “المهيمنة” عليه في المستقبل.
كما ذكرت الصحيفة أن عالم الاقتصاد والمؤرخ “كيندلبرغر” أكّد في كتابه “الأزمة العالمية الكبرى” أن الأزمة الاقتصادية التي عرفها العالم في سنوات الثلاثينيات، سببها الأول غياب قوّة مهيمنة قادرة على فرض الاستقرار على الاقتصاد العالمي، ولعب دور الدائن المالي القادر على تقديم القروض وتنشيط الطلب على البضائع، ومنع السياسات الجمركية الحمائية والحروب التجارية والنقدية بين الدول.
وأضافت الصحيفة في السياق ذاته، أن مكانة الولايات المتحدة في العالم بدأت تتراجع منذ سنوات الثمانينيات، حيث إنها أعطت الأولوية للثقافة الاستهلاكية الداخلية وخفض الضرائب، وهو ما جعلها في موقف صعب، لأنها لم تعد قادرة على إقناع العالم بأن تدخلها في شؤون عدة بلدان أخرى يهدف للحفاظ على السلم والاستقرار العالمي، وليس بهدف تحقيق مصالحها الداخلية.
واعتبرت الصحيفة أنه إذا صحّت نظرية “كيندلبرغر”، وإذا تواصل تراجع الهيمنة الأمريكية، وتواصل عجز أوروبا أيضًا عن تجاوز مشكلاتها، فإن الصين ستبقى الدولة الوحيدة القادرة على التقدم على بقية الدول، والهيمنة على العالم؛ بفضل وزنها الديمغرافي وامتدادها الجغرافي وتعاظم قوتها، محذرة من نجاح الصين في الهيمنة على العالم “سوف يضفي «شرعية» على النظام السياسي الشيوعي الحاكم فيها، ويهدّد مستقبل الأنظمة الغربية”.