من حاضرة إقليم السمارة، منارة العلم والأولياء، وقلعة الجهاد وحصن إمارة المؤمنين، وفي أجواء تعبئة وطنية ويقظة موصولة، وبمظاهر الاعتزاز والفخر، خلد الشعب المغربي، ومعه أسرة المقاومة وجيش التحرير، صباح اليوم السبت فاتح مارس 2025، الذكرى التاسعة والأربعين لجلاء آخر جندي أجنبي عن الأقاليم الجنوبية، والذكرى السابعة والستين لمعركة الدشيرة الخالدة. محطتان بارزتان في سجل الكفاح الوطني، تجسدان ملحمة تحرير الأرض وصون الوحدة الترابية، وتؤرخان لانتصار الإرادة الوطنية الراسخة في مواجهة قوى الاحتلال، بفضل تضحيات جسام سطرها أبناء الصحراء المغربية، في تلاحم أبدي بين العرش العلوي المجيد والشعب المغربي الأبي.
وبهذه المناسبة الوطنية المجيدة، احتضن مركز الإستقبال والندوات مهرجانًا خطابيًا ترأسه عامل إقليم السمارة، السيد إبراهيم بوتوميلات، مرفوقًا بالمندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، الدكتور مصطفى الكتيري، وبحضور وازن للمنظومة المحلية من رؤساء المجالس المنتخبة، وشيوخ وأعيان القبائل الصحراوية، ورؤساء المصالح الخارجية، إلى جانب شخصيات مدنية وعسكرية وأسرة المقاومة وجيش التحرير.
وفي كلمته، أكد السيد عامل الإقليم على رمزية هذه الذكرى الوطنية باعتبارها محطة مشرقة في مسار الكفاح الوطني من أجل التحرر واستكمال الوحدة الترابية، مشيدًا بالتضحيات الجسام التي بذلها أبناء الوطن، ومؤكدًا على مواصلة المسيرة في ظل القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، تجسيدًا للتلاحم بين العرش والشعب.
من جانبه، أبرز المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، الدكتور مصطفى الكتيري، في كلمته، الدلالات العميقة لهذه المناسبة الوطنية، مذكرًا بالمواقف البطولية لأبناء الصحراء الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن، ومشددًا على أهمية استمرار التعبئة الوطنية للدفاع عن المكتسبات الترابية وتحقيق التنمية الشاملة بالأقاليم الجنوبية.
وفي إطار الالتفاتة الإنسانية والتضامنية التي دأبت عليها المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، تم توزيع إعانات مالية كإسعاف اجتماعي لفائدة 40 من أبناء وأرامل وذوي حقوق المقاومين المتوفين، بغلاف مالي إجمالي بلغ 80.000,00 درهم، وذلك دعمًا لهذه الفئة وتقديرًا لمكانتها واعترافًا بتضحيات آبائهم وأجدادهم في سبيل استقلال الوطن ووحدته الترابية.
وفاءً لتضحياتهم الجليلة، وتقديرًا لمسيرتهم النضالية المشرفة، شهد الحفل تكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، اعترافًا بما أسدوه من تضحيات جسام في سبيل الوطن، حيث عبر المكرمون وعائلاتهم عن فخرهم بهذا التكريم الذي يعد عربون وفاء لتاريخهم النضالي، مؤكدين استعدادهم الدائم للمساهمة في صون المكتسبات الوطنية.
واختُتم هذا الحدث الوطني البارز برفع أكف الضراعة إلى الله عز وجل، بأن يحفظ أمير المؤمنين، جلالة الملك محمد السادس، ويمده بموفور الصحة والعافية، ويقر عينه بولي العهد، الأمير مولاي الحسن، وأن يديم على المملكة نعمة الأمن والاستقرار.