العيون بريس/العيون
ما فتئت جمعية أصدقاء المريض بالعيون في كل مناسبات التواصل المباشر مع كل مسؤولي قطاع الصحة بالإقليم تحذر من مغبة التدهور الخطير الذي بات يعرفه التدبير الصحي بالمركز الاستشفائي مولاي الحسن بن المهدي على كل المستويات من فوضى التسيير و سوء الاستقبال و طول الانتظار و المواعد و اهمال المرتفقين و غياب الاطباء و نقص الأدوية و الابعاد الزمني لأجهزة التصوير الطبي رغم احضارها المكاني و صعوبة الولوج لأبسط العلاجات و انتعاش الوسائط الداخلية و الخارجية و توالي الاعتداءات و ترويع المهنيين و المرضى…
و نتيجة لهذا الوضع الاستشفائي المتفاقم، ارتفعت لدى الجمعية طلبات المواطنين من أجل المساعدة على تيسير العلاج في مسارات الاستشفاء العمومي الوعرة و أتعب نشطاء الجمعية التدخل كل مرة من اجل احتواء غضب المرتفقين و العمل على تيسير سبل الاستفادة لهم من حقهم الدستوري في الصحة و العلاج و تزايد عرض تظلمات المرضى و ذويهم على مسؤولي الجمعية بسبب مصاعب الاستشفاء و الاخطاء و الاهمال و عدم بذل العناية اللازمة بالمرتفق..
و في هذا الإطار تلقت الجمعية اليوم 18 يونيو 2019 من السيد ن.ي. تظلما يفيد تعرض زوجته الحامل لإهمال طبي خطير ينم حسبه عن تهور و عدم انتباه و استهتار بحياة المواطنين. اذ روى أن زوجته ولجت مصلحة الولادة بالمركز الاستشفائي مولاي الحسن بن المهدي يومه الثلاثاء 11 يونيو 2019 في حالة عادية و غير مستعجلة حتى يوضع حملها و مخاضها تحت المراقبة و تضع جنينها في ظروف مناسبة بعد تمكين الطاقم المشرف عليها من كل المعلومات الضرورية حول حالتها الصحية خصوصا أنها مصابة بداء السكري. و بعد أربعة أيام، أي يوم السبت 15 يونيو 2019 فوجيء الزوج بأنباء متضاربة بين الممرضات و المرتفقات حول اخضاع زوجته لعملية قيصرية في ظروف غامضة و من دون علمه، إذ نفت الممرضات في البداية اجراء العملية و لكن عدن الى تأكيدها بعد أن كان قد شاع الخبر من حوامل دخلوا بعدها قاعة الولادة و خرجوا قبلها. و قد اعترفت الممرضات حينها بأن عملية زوجته قد استغرقت أكثر من ساعتين من الساعة 12:30 الى غاية حوالي الساعة 15:00عرفت مشكلات نتيجة اصابتها بإغماء تبين فيما بعد من حديث الطبيب مع الممرضات أنها ترجع الى حقنها عبر المصل Serum بحقنة تحتوي مادة سكرية Glucose رغم أنها مصابة بداء السكري و نسبة السكر في الدم تصل الى 4 غرام. مما يعني عدم قياس نسبة السكر لديها في الدم قبل العملية، خصوصا انه طلب إحضار مصل آخر من دون سكر بعد أن ساءت حالتها و اصفرت و خرج زبد من فمها لمدة اربع ساعات، كما أشار زوجها أن طبيب التخدير كان قد حضر في البداية و اختفى، فتكفل احد عناصر الحراسة بالمناداة عليه، فحضر بعد ذلك مدعيا أنه لم يكن على علم و لم يتم اشعاره بحالتها في الوقت المناسب. و لم تحل على مصلحة العناية المركزة إلا بحلول الساعة 19 و من دون علم طبيب الانعاش و تحت اصوات الاحتجاج و التنديد بما تعرضت له من اهمال طبي. و أضاف زوجها أن ادارة المستشفى اتصلت به يوم الثلاثاء 18 يونيو 2019 تخبره أن زوجته ستنقل في اليوم الموالي بواسطة الحوامة الطبية، لكن الطبيب المسؤول عن مصلحة المساعدة الطبية الاستعجالية أبلغه عند الاتصال به للتنسيق في أمر الترحيل الاستعجالي أن الحوامة الطبية قد خرجت للتو في ترحيل طبي بأمر من المدير الجهوي من دون استشارته حيث نقلت مريضا من بوجدور بوساطة من أحد أصدقاء المدير الجهوي رغم أن زوجته توجد في حالة أكثر خطورة و استعجالا و أن جنينها بقي من دون الاهتمام اللازم بعد يومين من دخول أمه في اغماء. و بذلك تحول الاستعجال الى انتظارية قاتلة بحيث تأخر ترحيلها خمسة أيام الى مراكش حيث ترقد معلقة بين الحياة و الموت و جنينها مهمل.
وقد انتقلت جمعية اصدقاء المريض فور تبليغها بالواقعة يوم الثلاثاء 18 يونيو 2019 الى المركز الاستشفائي الجهوي مولاي الحسن بن المهدي فواكبت تظلمات عائلة الضحية و تفاعلات الادارة و المسؤولين الصحيين هناك و سجلت ما كشفت عنه هذه الحالة من اختلالات و تجاوزات تعبر عن درجة الاستهتار بصحة المواطنين و التلاعب بحياتهم نذكر منها:
قيام المسؤولية الطبية و المرفقية: و تقوم هذه المسؤولية على الاضرار الواضحة و المرصودة التي تعرضت لها المعنية. فكيف بسيدة حامل تلج المستشفى على قدميها في حالة عادية و ليست مستعجلة و بعد أربعة أيام تجرى لها عملية جراحية غامضة و ينتهي بها الأمر الى غرفة العناية المركزة ثم لا ترحل الى مراكش إلا بعد خمسة أيام من اجراء العملية و هي غائبة عن الوعي تحت التنفس الاصطناعي و وسط قلق عائلتها و جنين بلا أم ؟؟
و هذه الأضرار الملموسة و ما يرتبط بها من مخاطر لا يمكن أن تحدث إلا نتيجة أخطاء طبية أو تقصير يمكن استنتاج عناصرها من الوقائع على هذا النحو:
الاهمال الطبي و الاخلال بواجبات الحيطة و الحذر: رغم ولوج المعنية لمصلحة الولادة في وقت مبكر، فإن الطبيب لم يبذل العناية اللازمة بحيث يظهر انه أخل بواجبه إما بالتأخير في التنفيذ أو تقديم رعايته للمعنية بصورة معيبة و جزئية . فلم يوضع حمل المعنية و مخاضها تحت الرقابة الدقيقة رغم توفر الوقت الكافي لإجراء الفحوصات و الكشوفات اللازمة و اتخاذ الاحتياطات الضرورية بما يمنع أي تعقيدات في عملية الولادة خصوصا أن السيدة مصابة بداء السكري و قد تكون حقنت بمصل يحتوي على مادة سكرية بحسب تصريح زوجها لأن الجمعية مازالت لم تتوصل بنسخة تامة من الملف الطبي للمعنية حتى نتأكد من درجة الاهمال من خلال التقارير و الفحوصات و نتائج التحليلات و توقيت اجرائها و مدى مراعاة الأصول و القواعد العلمية في الطب و مدى امكانية ارتكاب الخطأ ذاته في نفس الظروف من طرف طبيب حرص و متيقظ.
عدم تبصير المعنية أو عائلتها بضرورة العملية القيصرية و بمضاعفاتها و الالتزام بالإعلام واجب أخلاقي يقع على عاتق الطبيب. فكيف اذن أن خبر العملية لم يصل الى الزوج إلا من الحوامل اللاتي خرجن من قاعة الولادة بحسب ما أدلى به زوجها؟
عدم الالتزام التام بضمان سلامة الحامل من أي ضرر أو خطر قد يهدد حياتها أثناء عملية التوليد التي يلتزم فيها الطبيب بتحقيق نتيجة : لقد تركت المعنية تحت تصرف الممرضات من دون توجيه طبي في الوقت المناسب، مما جعلهن يرتكبن أخطاء في الحقن سببت مضاعفات خطيرة للمعنية المصابة بداء السكري، فأرتفعت نسبة السكر في الدم، علما أن الطبيب مسؤول عما يسببه العاملين في فريقه الطبي من اضرار مسؤولية التابع عن أعمال المتبوع و مسؤول حتى عن الضرر الناجم عن الآلات المستعملة مسؤولية حارس الشيء. كما لم يتم اشعار طبيب التخدير في الوقت المناسب بالحاجة الى العملية القيصرية، مما يعبر عن ضعف التواصل بين المعنيين الطبيين في مثل هذه الحالات .
مسؤولية السلطات الادارية بسبب ضعف التنسيق وسيادة منطق التجاوز في العلاقات بين المسوؤليات:
لما تقرر نقل المعنية الموجودة في حالة استعجالية حرجة عبر المروحية الطبية الى مراكش، فوجيء الطبيب المنظم رئيس مصلحة المساعدة الطبية الاستعجالية SAMU11 بخروج المروحية الطبية من دون علمه بقرار للمدير الجهوي للصحة في مهمة ترحيل اسعافي من بوجدور لحالة مستقرة و اقل استعجالا و خطورة ، مما تسبب في تأخير نقل المعنية الى مراكش أياما أخرى و تقليص فرص انقاذها رغم الأهمية التي تحظى بها صحة الأم و الطفل في استراتيجيات وزارة الصحة، و ذلك في خطوة خطيرة تعبر عن هيمنة الادارة الجهوية حتى على مؤسسات الاسعاف الاستعجالي بما يجردها من طابعها الاستعجالي و يجعل تنزيل الاستراتيجية الوطنية لتدبير المستعجلات الطبية رهين بمدى قيام الادارة الجهوية بأدوارها التنسيقية بين البنيات الصحية في مجالها الترابي و بمدى احترامها مستويات المسؤولية التابعة لها بعيدا عن أي ديكتاتورية مطلقة تضر بصحة المواطنين..
و نحن إذ نشجب، في جمعية أصدقاء المريض، هذه الممارسات غير المبررة و اللامسؤولة، فإننا نطالب الوزارة الوصية بفتح تحقيق في الانحرافات المذكورة و ندعو الجهات المسؤولة الى التدخل العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه و وقف التسيب الحاصل في المركز الاستشفائي الجهوي مولاي الحسن بن المهدي و انهاء منطق الصراع و التجاوز بين مراتب السلطات الصحية، و ذلك قبل أن تتحول مستشفياتنا العمومية من دور للاستشفاء إلى دور للاحتضار.. الداخل اليها مفقود و الخارج منها مولود..
حرر بالعيون 20 يونيو 2019
رئيس الجمعية
محمد محيمد