بقلم: أبو محمد إلياس
في وقت تتزايد فيه شكاوى مغاربة العالم والمقيمين بالمغرب على حد سواء، يتكشف يوما بعد يوم حجم الخروقات والانتهاكات التي تطال الحقوق الأساسية لمالكي الشقق بمشروع “بريميوم ڤيلاج” بمدينة مراكش، حيث تتداخل مظاهر غياب السلامة مع ممارسات تدبيرية عشوائية وخرق سافر للقوانين المنظمة للملكية المشتركة.
موقف سيارات بلا شروط أمان
من خلال معاينات ميدانية وتقارير موثقة حصلت عليها الجريدة، يتبين أن مواقف السيارات داخل المشروع تفتقر لأبسط مقومات السلامة المفروضة قانونيا. فلا وجود لأعوان حراسة، ولا لكاميرات المراقبة، ولا حتى لوسائل إطفاء الحرائق أو أبواب مقاومة للنيران، ما يعرض حياة وممتلكات السكان للخطر في أي لحظة.
الأخطر من ذلك، أن تصميم المواقف يجعل الخروج منها شبه مستحيل عند امتلائها، بسبب ضيق المساحات وعدم احترام المعايير المنصوص عليها في الرسوم العقارية. كما أن العديد من البقع تم بيعها بمساحة 11 مترا مربعا، بينما المساحات الحقيقية لبعضها تقل عن ذلك بكثير، في تضليل صريح للمشترين.
المخالفات لم تتوقف عند هذا الحد، حيث يستمر احتلال المرافق العامة من قبيل المسلك 6039، وملعب الرياضة، وموقف الزوار، بالإضافة إلى مكتب البيع، وهو ما يحرم الساكنة من حقها المشروع في استغلال هذه الفضاءات المشتركة.
أما في الجانب المتعلق بتدبير شؤون الملكية المشتركة، فقد تحولت قضية “السنديك” إلى بؤرة توتر حقيقية. فرغم أن المشروع يضم ثلاث إقامات مستقلة حسب ما هو موثق في الرسوم العقارية، يصر السنديك الحالي – وهو نفسه المنعش العقاري – على فرض نفسه كـ”سنديك عام” لكل الإقامات، ضاربا بعرض الحائط النصوص القانونية المنظمة.
ورغم توصله بعدة إنذارات قانونية ومحاضر معاينة صادرة عن مفوضين قضائيين، يرفض السنديك بشكل مستمر تمكين الملاك من الوثائق القانونية الأساسية المتعلقة بالتدبير المالي والإداري للإقامات.
أمام هذا الوضع المتأزم، لجأ عدد من الملاك، خاصة من أفراد الجالية المغربية بالخارج، إلى تقديم شكايات رسمية لكل من رئاسة النيابة العامة، ومؤسسة الحسن الثاني، والسلطات المغربية المختصة، وحتى البعثات القنصلية المغربية بالخارج، مطالبين بعزل السنديك الحالي وفتح تحقيق شامل في جميع الاختلالات المرتبطة بالمشروع.
تحذير من تأثيرات سلبية على سمعة الاستثمار العقاري بالمغرب
الملف لم يعد مجرد تراكم لأخطاء إدارية أو سوء تسيير، بل بات يشكل تهديدا حقيقيا لحقوق المواطنين وسمعة الاستثمار العقاري بالمغرب، في وقت تسعى فيه الدولة إلى استقطاب الاستثمارات وضمان حقوق الجالية المغربية بالخارج.
الساكنة اليوم توجه نداءً صريحا للسلطات المختصة:
“أنقذوا بريميوم ڤيلاج قبل فوات الأوان.. كفى استهتارًا بحقوق الملاك، وكفى تسيبًا في التسيير.
