بعد حجز أطنان من المواد الغذائية الفاسدة مؤخرا، داخل مقر شركة بالحي الصناعي في ملكية أردني، كشف البحث الأولي أنه يقتنيها من أسواق ممتازة، على أساس تخصيصها لصناعة الأعلاف، قبل تزوير تواريخ صلاحيتها، وإعادة ترويجها في الأسواق.
وحسب مصادر “الصباح”، فإن معلومات توصلت بها السلطة المحلية والأمنية حول نشاط مشبوه لأشخاص بمستودع تابع لشركة في ملكية أردني، قادت إلى حجز كميات كبيرة متنوعة من المواد الغذائية، سيما تلك التي تحظى بطلب كبير في رمضان، مشيرا إلى أن أفراد لجن مشتركة تضم السلطة المحلية والأمن والجمارك والمكتب الوطني للسلامة الغذائية “أونسا”، فوجئوا بوجود آلات متطورة تستغل في تزوير تواريخ صلاحية المواد الغذائية المنتهية الصلاحية ووضع أخرى جديدة غير حقيقية، كما طال التزوير ايضا الترميز الآلي للمواد الغذائية للتمويه على أنها حديثة الصنع.
وأوقفت مصالح أمن البرنوصي مسؤولا بالشركة وهو مغربي، وسبعة عمال يتحدرون من دول إفريقية جنوب الصحراء، إذ بتعليمات من النيابة العامة، وضعوا تحت تدابير الحراسة النظرية، من أجل تعيق البحث، في حين ما زال البحث جاريا عن مالك الشركة من جنسية أردنية، الذي احتفى عن الأنظار، إذ ستوجه إليه تهم ثقيلة.
وكشف البحث الأولي أن مالك الشركة الأردني عقد صفقات مع أسواق ممتازة لاقتناء عشرات الأطنان من جميع المواد الغذائية، التي أوشكت على انتهاء صلاحيتها بمبرر أنها تخصص لصناعة الأعلاف. وبعد نقل هذه المنتوجات إلى مستودع شركة الأردني بالحي الصناعي البرنوصي، يتم تزوير تواريخ صلاحية المواد الغذائية بآلات متطورة، ويطول التزوير أيضا “كود بار”، أي الترميز الآلي للمنتجات، عبر وضع تواريخ غير حقيقية، قبل توزيع المواد الغذائية بأسعار مغربية على التجار والباعة الجائلين بأسواق وطنية، ما يمكن المتهم الأردني من تحقيق أرباح تقدر بالملايير، على حساب صحة المغاربة.
وسبق للأردني أن تورط في قضية مماثلة في 2024، عندما تمت داهمة مستودع تابع له بمنطقة بوسكورة وحجز مواد غذائية، تبين انها منتهية الصلاحية وفاسدة وتحمل تواريخ مزورة.
ومن بين المواد الغذائية، التي أثارت حفيظة لجن التفتيش واستدعت تدخلا عاجلا للوقوف على مكوناتها، عبر إرسال عينات منها إلى مختبر متخصص، منتوج العسل، الذي يعبئه الأردني في قنينات زجاجية ويعرضه في الأسواق، على أساس أنه حر وطبيعي، إذ تبين أن مصدره قطعة سوداء مجمدة مجهولة المصدر، يتم تذويبها وتحويلها إلى سائل لتعبئتها في قنينات
